إلغاء الثانوية العامة

إلغاء الثانوية العامة
كتب السيد شلبي
اذا قامت المنظومة التعليمية بإلغاء الثانوية العامة نظرا وإعتبارا لأضرارها البالغة المؤثرة في الطلاب وأولياء الأمور والأسرة ومؤسسات الدولة التعليمية ، وتم استبعاد هذا الضيف الثقيل الذي أجهدنا طويلا بلا عائد أو طائل أو يتم استبداله بنظام معاصر يخلو من الأخطاء والحروب القديمة مع التعليم ماذا سيحدث لو تم هذا ومالمانع ؟ فنحن
لازلنا نعاني تأثيرات النظام القديم في ” الثانوية العامة ”
بنفس الطريقة القديمة في التعامل مع النتائج لامتحانات الثانوية نفس الضجة الإعلامية نفس الدروس الخصوصية نفس الإخفاقات والتوتر الأسري ، نفس اتصالات الوزير لتبليغ أبناءنا الأوائل التي كنا نتمنى أن تختفي هذا العام بما يتناسب مع التطوير ولتقليل حدة التوتر المجتمعي الأسري الذي هو هدف للوزارة وترسيخا لمبدأ المساواة بين الطلبة إنسانيا ورقيا وحضاريا وكقدرات عقلية متفاوتة طبيعيا بلا تمييز أو عنصرية ، ومن التكالب الإعلامي المقيت الذي لا يراعي مشاعر الأسر المنكوبة المقهورة … التي تعاني الآلام والوجع مع الأبناء ، حيث البكاء الممزوج بمشاعر ضياع الأحلام بسبب حصول ألأبناء على الدرجات الضعيفة التي لا تتناسب مع حجم الجهد المضني جسديا وماديا ، ونفسيا ، واجتماعيا للأسرة كلها والتى لا تُمَكِنْ الأبناء من الوصول لما يطلق عليه كليات القمة التي أصبحت قبلة وهدف لمرمى الأغلبية كفانا اللهث في دائرة ظلامية استنفذت قدراتنا وأهدرت أموالنا هباءا منثورا …أين الخلل ؟ لماذا لا يتم توعية وتثقيف الناس ؟ بضرورة التعليم العصري المتمثل في متطلبات السوق العالمي واحتياجاته مثل ” الذكاء الإصطناعي ” وتدعيمه وتعظيمه وبذل كل الجهد بالتمويل اللازم لتأصيله في مدارسنا وجامعاتنا أن ” الذكاء الإصطناعي ” أصبح محور التحضر العالمي ومن يمتلكه سيقود العالم القادم بقوة سيغير وسيقلب أوضاعنا رأسا على عقب من طب وهندسة وصيدلة سيحل محلهم بدائل بدأت تظهر في الأفق مثل إجراء عمليات جراحية غاية في الدقة والخطورة بروبوتات الذكاء الإصطناعي ، ونحن لازلنا في متاهة الثانوية العامة ومشاكلها العتيقة ومناحاتها المستمرة التي أدمنها المجتمع … العالم يتصارع الآن في حروب عاتية أساسها العلم وإمتلاك القوة في الطاقة والكهرباء والغذاء والمياه ، حروب من أجل التكنولوجيا والرقائق والشرائح الألكترونية التي أصبحت تدخل في تصنيع كل شئ من حولنا السفن والطائرات والأسلحة وأجهزة منزلية وكل شئ ، وتحتكر هذه الصناعة مقاطعة صغيرة تسمى تايوان تابعة للصين … نحن نضيع وقتنا وجهدنا واموالنا في تعليم سيصبح ماضي لماذا لايتم التركيز وتحويل الجهد على ماهو نافع بالفعل فأين تعليمنا من صناعة الشرايح الأليكترونية هذه وأين مدارسها وجامعاتها ومناهجها لأبنائنا في التعليم ؟ ومازال العالم يتسارع بخطى كسرعة الصوت في مجال البرمجيات والحواسيب والجرافيك الخ ..نحن نريد ثانوية عامة تحاكي كل هذا التطور والتغير العالمي بقرارات وخطط فعالة رأينا بعضها ، تحاكي متطلبات مجتمعنا من خبرة تعليمية متطورة والدولة تضع كل طاقتها وجهودها من أجل هذا بتمويل غير مسبوق بالرغم من وجود سلبيات وعقبات تخص المعلمين وجب الإعتكاف عليها وحلها بأقصى سرعة لتنتظم وتعتدل العملية التعليمية ، على الدولة أن تقوم بعمل حوارات مجتمعية لتوعية وتثقيف الناس وأولياء الأمور بمستجدات التطوير العلمي الخالي من توترات وضغوطات وارهاصات الثانوية العامة، وعمل وتيسير فتح معاهد علمية جديدة تهتم بتعليم وتدريب عمالة على أوسع نطاق للمنتجات التي تجد تعطيشا واحتكارا في أسواق العالم حتى نمتلكها كمنتج في اقرب وقت ممكن … نحن نريد نظرة موضوعية لما قدمته الثانوية العامة لنا أكثر من سلبياتها وآلامها وحزنها . لقد كرهنا الثانوية العامة .