مقالات

إلى رؤساء الأحياء في مدينة الشيخ زايد: أين أنتم من الشارع؟

إلى رؤساء الأحياء في مدينة الشيخ زايد: أين أنتم من الشارع؟

كتب : هاني رفعت

مدينة بحجم الشيخ زايد، بتاريخها، وتخطيطها، وسكانها، لا يليق بها أن تتحول يوميًا إلى مسرح مفتوح لشكاوى الإهمال وسوء المتابعة.
صور البلاعات المفتوحة،

القمامة الملقاة، الأشجار الميتة، والزرع المهمل، أصبحت جزءًا من المشهد اليومي على صفحات التواصل الاجتماعي، وكأن المواطن هو من تولّى مهمة الرقابة والمتابعة بدلًا من الأجهزة التنفيذية.

في مدينة تم تقسيمها إداريًا إلى عدة أحياء، يفترض أن يكون لكل حي رئيس مسؤول عنه، فالسؤال الذي يُطرح بقوة: أين هؤلاء من الشارع؟
أين المرور اليومي، والمتابعة الفعلية، والتدخل السريع لمعالجة السلبيات؟

هل باتت مهمة المواطن أن يلتقط الصور، ويوثق التجاوزات، ويكتب الشكاوى نيابة عن الجهة التنفيذية المسؤولة؟

السؤال هنا ليس استنكارًا بقدر ما هو مطالبة واضحة:

لماذا باتت الجروبات الخاصة بالسكان أكثر فاعلية من تقارير الأحياء الرسمية؟

نسمع دومًا عبارات مثل “أنا متواجد في الشارع طول الوقت”، لكن الواقع يردّ بلسان الناس:
لو حضرتك موجود فعلًا، ازاي ما شُفتش البلاعة اللي مفتوحة من أسبوع؟
ازاي معدتش على الشجرة اللي واقعة بتسندها صُدفة؟
ازاي الزرع ميت، والزبالة بتكتر، والناس بتنشر قبل ما حضرتك تتحرك؟

المسؤول الحقيقي هو اللي يشوف قبل المواطن ما يشتكي، ويتصرف قبل الصورة ما تنتشر.

الأحياء مش مجرد مكاتب، والكراسي مش تشريف، والمواطن مش موظف عند سيادتك.
لو المواطن هو اللي بيلاحظ وبيصوّر وبيتكلم،
يبقى حضرتك بتعمل إيه؟

المطلوب بسيط:
كل رئيس حي ينزل بنفسه، يوميًا، ويمر على الحي اللي مسؤول عنه.
يشوف، يسمع، يتابع، يحاسب، ويتصرف.

وإن لم يكن قادرًا على أداء هذا الدور،
فليترك مكانه لمن يعرف قيمة الشارع، ويؤمن بأن الكرسي مسؤولية وليست منصبًا.

إن استمرار هذا التراخي يفتح الباب لمزيد من الشكاوى، ويغذي شعورًا عامًا بأن المسؤول غائب، وأن المواطن وحده من يتحمّل عبء الحفاظ على مدينته.

المدينة تستحق الأفضل.. والناس تستحق مسؤول فعلي، مش مجرد اسم على لوحة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى