ثقافة وفن

الأديب سامر منصور رئيساً للجنة الشباب في مبادرة ” الوطن لنا “

الأديب سامر منصور رئيساً للجنة الشباب في مبادرة ” الوطن لنا “

حسن مرعي مصطفى

برعاية وزارة الثقافة أقامت المبادرة الوطنية الثقافية (الوطن لنا) احتفالية في المركز الثقافي العربي بالمزة بمناسبة اطلاق (لجنة الأدب الشاب) التي تعنى بدعم وترشيد الطاقات الإبداعية لشابة في مجال الآداب وقد تضمنت الفعالية فنوناً متعددة وحضرها كوكبة من نجوم التلفزيون والأدباء والمُهتمين ، حيث افتتحت الفعالية بالنشيد العربي السوري تلاه افتتاح بداية معرض فن تشكيلي للفنانة التشكيلة ديكارة ضاهر ثم قدم الفنان زاهر الرفاعي أغانٍ وطنية وأغانٍ من التراث تُنبي بخصال الشعب السوري وإبائه وإقدامه ، وفي كلمة لرئيسة اللجنة الإعلامية في المبادرة لبنى مرتضى ورئيس لجنة الأدب الشباب الكاتب والناقد سامر منصور تم التأكد على أهمية الأدب الهادف في هذه المرحلة بالإضافة إلى تكريس فكرة أن على المبدع أن يكون قارئ نهماً لدى الأجيال الصاعدة ومما قالته مرتضى في كلمتها نقتطف:” في زمن طغت فيها لغة المادة، على لغة الروح، بعد أن أصبح كل ما للناس قابلاً لأن يعطى ثمناً، ويمكن التفاوض عليه، جئنا نحدثكم ، ونهز بقوة روح الود في أعماقكم ، محاولين أن ننهي هذا التلوث الذي شوه كل شيء”.

كما أكد منصور قائلاً : ” نحن في حاجة إلى تفعيل ما قاله الشاعر الراحل نزار قباني: ” القصيدة ليست مضيفة طيران في طائرة تقدم الراحة والخدمات للركاب ، بل هي امرأة متمردة تخطط لخطف الطائرة ” أي أن نكتب من أعماقنا كل ما من شأنه تعرية العادات والتقاليد والممارسات البالية وإعادة الوطن إلى السياق الريادي الحضاري .

وألقى المسؤول التنظيمي للمبادرة الكاتب محمود موالدي كلمة المبادرة واستهلها بتوجيه تحية إلى أرواح الشهداء ثم تحدث موالدي عن أهداف لجنة الأدب الشاب (شباب – مبدع – مسؤول) وعن أهمية هذه اللجنة التي وصفها بعصب المبادرة وأكد أن المبادرة ستكون بكوادرها طاقة توعوية توجيهية دافعة للشباب السوري المبدع وأشار إلى كون هذه المرحلة تحتاج إلى أدب مُغاير يواكب الحدث الاستثنائي الذي تعرض له البلاد .

وفي باب المشاركات الأدبية قدمت الشاعر دارين العلي قصيدة تناولت فيها الآلام النفسية التي تكابدها أمهات الشهداء بينما قدم الشاعر وسام رحال قصيدة انتقد فيها بدائية تفكير العديد من الملوك والأمراء العرب ونزعة هؤلاء إلى المسائل الغريزية وهوسهم بقشور الحياة واصرارهم على التبجح بقيم عربية أصيلة لايمتلكونها في وقت تستباح به الأراضي الفلسطينية وتتعرض دول عربية عديدة إلى العدوان الغاشم ومما قدمه الشاعر وسام نقتطف (مازلتُ حيّاً رغمَ هذا الموتِ أسألُ .. هل بقائي الآنَ نصرٌ أم هزيمة ؟
مازلتُ أقدرُ أن أحبَّ وأن أحنَّ لكلِّ أشيائي القديمة
وبأن أمدَّ لسانَ أشعاري لكلِّ قذيفةٍ
بجميعِ ما أوتيتُ من شغبٍ … كطفلٍ عابثٍ في هذه الدنيا اللئمية
مازلتُ أقدرُ أن أحسَّ بصوتِ فيروزَ الصباحيِّ الذي يأتي منَ الفنجانِ..
أقوى دائماً من كلِّ أصواتِ الجريمة
مازلتُ أقدرُ أن أذوبَ كسُكّرٍ في ضحكةٍ
مازلتُ إنساناً هنا
بالرغمِ أنَّ الناسَ صاروا أرخصَ الأشياءِ قيمة)
بينما قدم الشاعر يوسف القائد قصيدتين ، جاءت القصيدة الاولى في باب النقد الاجتماعي والسياسي ، ومن الأفكار التي تناولها القائد في قصيدته منعكسات الحصار الاقتصادي الذي تفرضه سياسات الدول التي تسمي نفسها دول عظمى على حياة المواطن السوري أما القصيدة الثانية فكانت قصيدة غزل ومما جاء فيها نقتطف(من بحر عينيك كلّ الشعر أسرقه.. فهل يُقام عليّ الحدُّ في دُرري؟.. لي عندكِ اليومَ ما للعبد في غَدِهِ.. يا جنةَ الأرضِ من خَمْرٍ ومن ثَمَرِ) (أحبك مثل العجائب جئت ومثل مغامرةٍ لا تزول.. ومثل العبادِ مشيتُ وراءك نحو الغياباتِ وهي تطول.. ومثل الدياناتِ أنتِ انتشرتِ بغير رسولْ ) وقدمت القاصة سيدرا البيزاد قصة قصيرة تطرقت فيها إلى هموم الأنسان السوري في هذه المرحلة من مناحٍ عدة ويخال المستمع للقصة للوهلة الأولى أنها مفككة وضعيفة الروابط ليكتشف أن عدم وجود مسار زماني واضح ومحدد لتتابع أحداث القصة وأن تشعب الأفكار والانتقال الغير نمطي بتعابير ذات طابع شعري وعمق دلالي من فكرة إلى أخرى هي محاولة لاستخدام التشظي كتنيك حداثوي في القص بغية إحداث عصف ذهني يَشوق المستمع إلى متابعة القصة والتأمل بتفاصيلها واسترجاع كافة تلك التفاصيل المرة بعد الأخرى في كل لحظة.

تلا ذلك فقرة موسيقية واختتمت الفعالية بكلمة لرئيس لجنة النقد والمنهج الثقافي الشعر المهندس جمال المصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى