مقالات

التعامل مع الناس فن لا يحسنه الكثيرون

التعامل مع الناس فن لا يحسنه الكثيرون

بقلم: رمضان محمد

التعامل مع الناس ليس مجرد عادة نمارسها بلا وعي، ولا وصايا عابرة تزيّن الأحاديث، بل هو فنّ كبير، يحتاج إلى ذكاء عاطفي، ووعي سلوكي، وإحساس إنساني يسبق الكلمات.

القلوب ليست أبوابًا تُطرق بالقوة، بل حدائق تُروى بلطف، أو مرايا تعكس ما نخبئه نحن في دواخلنا.

أن تكسب قلبًا يعني أن تفهم دوافع صاحبه قبل أن تحكم عليه. فليس كل تصرف كما يبدو، وأحيانًا تختبئ خلف الكلمات قلوب مرهقة تحتاج إلى من يفهمها، لا من يهاجمها.

الهدوء في زمن الضجيج فضيلة. حين تكون أنت مرآة للسكينة، يشعر الآخرون بأنهم وجدوا فيك ملاذًا من فوضاهم. فكن هادئًا لا لأنك ضعيف، بل لأنك أكبر من أن تُستفز بسهولة.

الكلمات التي تخرج من فمك، إما أن تداوي جرحًا، أو أن تفتح جرحًا جديدًا. فانتقِ كلماتك كما تنتقي الهدايا: جميلة، صادقة، تبقى أثرًا لا يُنسى.

ولا تبخل بوقتك على من تحب. أحيانًا دقائق قليلة تُقضيها في الاستماع بصدق تساوي عند الآخرين سنوات من الجفاء.

من لا يسامح يظل سجينًا لخصومه. اغفر، وارتقِ، ليس لأن الآخرين يستحقون، بل لأن روحك تستحق أن تحلّق حرة.

وافعل ما هو أعمق: افرح بفرح الآخرين، واحزن لحزنهم. شاركهم لحظاتهم كما لو كانت لحظاتك. فهذه المشاركة تصنع روابط إنسانية تتجاوز كل المظاهر.

تذكّر أيضًا أن إصرارك على فرض آرائك يبعد الناس عنك أكثر مما يقنعهم. اقبل الاختلاف، فهذا من علامات الرقي والاتزان النفسي.

ولا تحاول أن تكون نسخة عن أحد. الناس تحب الأصالة، وتأنف التصنّع. كن كما أنت: طبيعيًّا، بسيطًا، صادقًا… فذلك يكفي لتكون محبوبًا.

وأخيرًا، أحب للناس ما تحب لنفسك. قاعدة ذهبية تختصر كل هذه الدروس.

فالناس لا ينسون أبدًا من منحهم دفء الكلمة، وجمال المعاملة، وصدق الشعور.
ومن فهم فنّ كسب القلوب، أدرك أن ما يُزرع في القلوب، لا يمحوه الزمن.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى