Uncategorized

الحياء والزهد .. من أخلاق النبى محمد صلى الله عليه وسلم

الحياء والزهد .. من أخلاق النبى محمد صلى الله عليه وسلم

حماده مبارك

الحياء كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم ، أشد الناس حياءً، وقد وصف الصحابة رضي الله عنهم حياء النبي عليه الصلاة والسلام، بأنه أشد من حياء الفتاة في بيت أهلها، حيث قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أشَدَّ حَياءً مِن العَذْراءِ في خِدْرِها).

ومن المواقف التي تدل على أن الحياء من الصفات الخُلقية المتأصّلة في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، حياؤه من الله عز وجل، وذلك لمّا أشار عليه موسى عليه السلام، بالرجوع إلى ربه سبحانه وتعالى، في مسألة تخفيف الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لموسى عليه السلام: (قد استحييتُ من رَبّى).

ومن المواقف التي دلّت على حياء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، عن قصة زواج النبي عليه الصلاة والسلام، من زينب بنت جحش رضي الله عنها، حيث تفرق أكثر الصحابة رضي الله عنهم، بعد تناولهم الطعام في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبقي ثلاثة منهم يتبادلون الحديث، والرسول عليه الصلاة والسلام، يرغب بخروجهم، ولكن حياءه منعه من إشعارهم بشيء من ذلك، وتركهم يُكملون ما هم فيه، حتى تولى الله عز وجل، بيان ذلك، فأُنزل قوله تعالى: (فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّـهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ).

كان النبي صلى الله عليه وسلم، أكثر الناس حياءً، حتى وصفه أصحابه بأنه أشد حياءً من العذراء في خدرها. وقد دل على حيائه العديد من المواقف.

الزهد إن من صفات الرسول العظيمة الزهد في الدنيا، والرضى بما يقيم الصلب من الطعام والشراب، والصبر على قساوة العيش؛ فعلى الرغم من كونه سيد الأنبياء والمرسلين، إلا أن طعامه كان التمر والشعير، وكان يمضي الشهر والشهرين ولا توقد النار في بيته ويكتفي أهل بيته بالتمر والماء مصداقاً لما روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: (إن كنا آل َمحمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لنمكثُ شهراً ما نستوقد بنارٍ، إن هو إلا التمرُ والماءُ).

وكان يجوع حتى يربط الحجر على بطنه من شدة الجوع، مصداقاً لما رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث قال: (لقد رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يظلُّ اليومَ يلْتَوي، ما يجدُ دَقَلاً يملأُ به بطنَه)، ولو أراد لأكل أفضل الطعام فقد حُملت إليه الأموال ولكنه لم يبقي لنفسه منها شيئاً وإنما كان يُنفقها كلها في سبيل الله، وكان ينام على الحصير، ووسادته محشوة بالليف، ولباسه البُرد الغليظ، ولو أراد أن يلبس أجمل الثياب، ويعيش في رغد ونعيم الحياة لفعل، ولكنه اختار الزهد في الدنيا لأن هدفه ما عند الله تعالى.

كان النبي صلى الله عليه وسلم، زاهداً في الدنيا ومتعها، راجياً في ذلك الجزاء الأوفى من الله تعالى في الدار الآخرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى