مقالات

الرسوب الجماعى فضيحة تعليمية!           بقلم/   وجيه الصقار 

الرسوب الجماعى فضيحة تعليمية!           بقلم/   وجيه الصقار 

الرسوب الجماعى فضيحة تعليمية!

بقلم/   وجيه الصقار

لم أفاجأ بنتيجة مدرسة بنى سويف التى رسب كل طلابها فى الإعدادية أمس، لأنها صورة حقيقية للتعليم المصرى، ولم تمتد لها يد التزوير، ومعروف أن المديرية لو انتبهت للنتيجة مبكرا لتدخلت وجعلت النجاح 90% وبرغم مفاجأة الجميع، إلا أن مايجرى فى معظم مدارس مصر ليس تعليما

بل تهريجا، خاصة فى الإعدادية التى يغيب فيها الطلاب، لأنها بدون أعمال سنة. كما أن معظم السكان خاصة فى هذه المنطقة يعانون الفقر الشديد وعدم القدرة على الدروس الخصوصية، وانصراف الأسرة لتوفير الحد الأدنى من الكفاف اليومى، ولم ينجح مشروع التغذية فى المدارس فى انتظامهم،

ربما لأنه يتم سرقتها حسب معلومات مؤكدة من بعض المدارس، لدرجة رصد غياب نحو ربع الطلاب عن الامتحان، أى أصبح التعليم لهم من الرفاهيات ولا يدركون أنه المنقذ الوحيد من الضنك، فتجد أعدادا كبيرة منهم بالقاهرة بأعمال هامشية، هذا جانب أما الجانب الآخر أنه يجرى إنجاح الطلاب آليا فى السنوات السابقة، وبرعاية مديرى المدارس والإدارات فى السباق، لتحقيق أعلى نسبة نجاح بين طلاب لم يأخذوا حقهم من التعليم، وهذا دور المصحح فى وضع درجات على بياض لهؤلاء الطلاب، وهو ما سيحدث باختراع ملاحق لهؤلاء الطلاب بكل المواد، ليعلنوا أن المحافظ حقق إنجازا غير مسبوق كالعادة .

.والحقيقة أن هذه النتيجة الفادحة عادلة تستحقها معظم المدارس المصرية، فالتعليم أصبح شكلا فقط ومستوى طلاب الثانوى والجامعات يكشف مستوى التدهور المقصود للتعليم لتدمير البلد لولا نظام النجاح بالبابل شيت..أقول اتحدى أى مدرسة تكون فيها النتيجة أكثر من 10% فى تمثيلية لم نعهدها فى السنين الأخيرة مع ضمان عدم الغش، فى مدارس خاوية من المدرسين لدرجة أن أى لجنة بامتحانات بالجيزة كان لها ملاحظ واحد،

وبالتالى لا يمكنه السيطرة،. النتيجة من لم ينجح بالغش ينجح بدرجات على صفحات بيضاء و”الورق ورقنا” نحن من يصحح ومن يمنح الدرجات والنجاح، ولعل ذلك ينطبق بوضوح على نتائج الدبلومات الفنية والتى لايتعدى النجاح فى حقيقتها 7% لدرجة أن الطلاب لا يستطيعون حتى الغش، ويرسمون أسماءهم بالعافية ..

هذه هى المهزلة التى نعيشها ياسادة “كله بيضحك على كله” والنتيجة ضياع البلد وهو الهدف، لأن التقدم والتنمية مرتبط بالتعليم وجودته, لنظل لعقود قادمة فى قاع الدول المتخلفة فى العالم عمدا وحالتنا المتردية تكشف ذلك ..نريد نهضة لإصلاح الوزارة لأنها كلمة السر، فإن تمثيلية التعليم فى بنى سويف لا تنطلى على أحد بعد 9 سنين من تخلف الطالب لا يمكن تعديلها فى شهر إلا بدرجات القلم الأحمر ثم الأخضر على بياض، لتحقيق معجزة النجاح ..إن مايحدث إنذار حقيقى بهدم للبلد ..حرام والله ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى