العلاقات الإنسانية تبحث عن البعد الثقافى

العلاقات الإنسانية تبحث عن البعد الثقافى
بقلم د : غادة محفوظ
لماذا يحب الرجل المرأة المثقفة، واحترامه الجم لها وتفضيله إياها عن كل النساء الأخريات مهما كن يملكن من جمال أو نفوذ أو نسب، أنها لا تجعلنه يبذل جهدا مضنيا فى فهمها، وكذلك هى أيضا. فدائما ما تجعلها الثقافة تبدو ناضجة الفكر وقوية الشخصية وعزيزة الثقة بالنفس، لا تسعى عبثا لإرضاء الآخرين
فهى واضحة وبسيطة، تعيش بفطرتها كما خلقها الله، دون أى تكلف أو تصنع، فلا تلجأ إلى حيل دفاعية تتنكر وراءها بالمبالغة والكذب والخداع لجذب الانتباه، فهى تدرك أن جمالها وتفردها ينبع من داخلها. ولأن الكتاب وسيلة لفهم الآخر، من خلال تلك القدرة الواعية التى تتيحها عملية القراءة فى فهم أنفسنا، فتتلاشى المسافات، وتنصهر كافة الحواجز،
فدائما ما تنشأ مع المرأة المثقفة علاقة إنسانية ناضجة متآلفة، تقوم على الاحتواء واحترام حق الآخر فى الاختلاف والتعبير الحر عن الميول والأفكار، ولا تطمس هويته، ولا تقوم على الهيمنة والتملك. أو بتعبير الفيلسوف اليونانى القديم “هرقليطيس” ائتلاف الأضداد. فالثقافة شكل من أشكال الاعلاء والتسامى بالمفهوم الفرويدى، والذى هو السمة الجوهرية التى تميز بين شخصية الإنسان المتحضر، والهمجى الذى تقوده نزواته وغرائزه.
ولذلك فإن أقوى العوامل التى تدعم أى علاقة سعيدة، مكتفية بذاتها، ومستمرة، من وجهة نظرى، توافر البعد الثقافى، والحب المشترك للقراءة، لأن الكتب وسيلة لفهم الآخر واحتياجاته .. القاسم المشترك فى التفاهم الكبير .. الذى يتحول لحب أكبر ..هو الفطنة والمعرفة .