
القمة العربية… صدى الكلمات وضياع الفعل
محمود سعيدبرغش
اجتمع القادة العرب، مرة أخرى، في قمة عربية للحديث عن قضية فلسطين، وللإعلان عن دعمهم لغزة في وجه العدوان الإسرائيلي. التصريحات كانت نارية، والوعود كثيرة، والمواقف قوية… ولكن على الورق فقط. في الواقع، كانت النتائج مجرد صدى لكلمات تكررت لعقود دون أن تغير شيئًا على الأرض.
واقع غزة بين الشعارات والسياسة
بينما كان القادة العرب يجتمعون، كانت غزة تُدمر تحت القصف، وكانت أمريكا ترسل مزيدًا من الدعم العسكري لإسرائيل، في مشهد يعكس المعادلة التي لم تتغير منذ عقود: بيانات استنكار عربية مقابل دعم أمريكي لا محدود لإسرائيل. فالسؤال الذي يطرح نفسه: ما جدوى هذه القمم إن كانت لا تملك قرارًا حقيقيًا أو إرادة سياسية فعلية لوقف العدوان؟
الدعم العربي بين الحقيقة والخيال
في كل قمة عربية، نسمع عن دعم لا محدود لفلسطين، وعن إجراءات لحماية الشعب الفلسطيني، ولكن عندما يحين وقت الفعل، لا نجد إلا بيانات الشجب والإدانة. أين القرارات الحاسمة؟ أين العقوبات الاقتصادية؟ أين التحركات الدبلوماسية الفاعلة؟ لماذا لا تُستخدم أوراق الضغط الحقيقية؟
عندما تتحدث المصالح بصوت أعلى
المشكلة ليست في عدم القدرة، بل في غياب الإرادة. الأنظمة العربية تمتلك أوراق ضغط هائلة، سواء اقتصادية أو سياسية، لكنها محكومة بمصالحها وعلاقاتها الدولية، خاصة مع واشنطن. وما دامت المصالح مقدمة على المبادئ، فستظل غزة وحدها في مواجهة المصير.
الخلاصة: متى تتحول الكلمات إلى أفعال؟
القضية الفلسطينية لم تعد بحاجة إلى خطب وبيانات، بل إلى قرارات جريئة. الشعوب العربية غاضبة، ترى المأساة يوميًا، وتسأل: متى تتحول القمم إلى قوة فعلية بدلاً من مجرد منصات لإطلاق الوعود؟ الجواب لن يكون في اجتماع جديد، بل في تغيير حقيقي للسياسات والمواقف… فهل نراه قريبًا؟ أم ستبقى غزة وحدها تقاوم؟