شعر و ادب

الكونُ سبّحَ..بقلم الشاعر جهاد محمّد طاهر بكفلوني

الكونُ سبّحَ
ربَّ السّمواتِ العُلى ! لكَ حمدُنا.
بصّرْتَنا بمطالبِ الأقواتِ.
فلَقتْ لنا الإصباحَ قدرتُكَ التي.
تستلُّ أحياءً من الأمواتِ.
هي قدرةٌ وَجَمَ الخيالُ إزاءَها.
أسرارُها في حَبّةٍ ونَواةِ.
قد فجّرتْ إبداعَ مَنْ بكَ آمنوا.
هو ما تفكّرتِ القلوبُ مُواتِ.
وصرفْتَ عنّا كلَّ شرٍّ طارقٍ.
لولاكَ لم يكُ مُؤذِناً بفَوَاتِ.
الأرضُ جاوبتِ السّماءَ فسبّحتْ.
تسبيحُها يهدي أضلَّ غُواةِ.
روّى فؤادي باليقينِ مشاركاً.
بدعائهِ المصقولِ خيرَ رُواةِ.
الكونُ سبّحَ كلُّ ما فوقَ الثّرى.
ما تحتَهُ مَنْ منكِرُ الأصواتِ؟!.
الرّوحُ مصغيةٌ لها لتصوغَها.
بالدّمعِ أدعيةً جرتْ صَلواتي.
هيَ أنسُ كلِّ مُسافرٍ في غربةٍ.
روحيّةٍ طرَحتْهُ في الفلَواتِ.
مرّتْ على كبِدي فألقتْ فِطنتي.
عنها القيودَ فلم تعُدْ بمَواتِ.
عادتْ إلى الإيمان أشْرِعتي بكتْ.
من فرحةٍ تابتْ عن الغزَواتِ.
لم تبدِ من أسفٍ على توديعِها.
جزُرَ الضّلالِ مريبةَ الخَلوَاتِ.
واستقبلتْ شطَّ الهُدى بتلهّفٍ.
فنبذتُ لا متردّداً هَفَواتي.
ومشى دَمي حِبري يهلّلُ شاكراً.
وسمتْ شَراييني البِحارُ دَواتي.
أمشي لأجمعَ كلَّ زهرٍ ذابلٍ.
من هِمّتي عبثتْ به صبَواتي.
أُحيي بهِ قلباً إذا هجرَ الهُدى.
فقدَ الطّريقَ مشتَّتَ الخُطُواتِ.
إنّي أعوذُ بنورِ وجهِكَ أن أُرى.
مستسلماً لحبائلِ الشّهَواتِ.
ويضيعَ عَمْري في تخومِ ندامةٍ.
تُمسي حديثاً ما اكتفى برُواةِ.  
يا ربِّ جنّبْني بعفوِكَ ماحياً.
ذَنْبي لظى نزّاعةً لشَوَاتي.
الجمعة ١٤ رمضان ١٤٤٣ للهجرة، ١٥ نيسان ٢٠٢٢ للميلاد.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى