شعر و ادب

” تحديات وأزمات العصر وسُبل المواجهة إعلامياً ” لمؤلفه الدكتور وسيم وني

" تحديات وأزمات العصر وسُبل المواجهة إعلامياً " لمؤلفه الدكتور وسيم وني

” تحديات وأزمات العصر وسُبل المواجهة إعلامياً ” لمؤلفه الدكتور وسيم وني

بقلم . سامر خالد منصور

صدر للدكتور وسيم زيد محمد وني عن مركز ” رؤية ” للدراسات والأبحاث كتاب ” تحديات وأزمات العصر وسُبل المواجهة إعلامياً ” وهو كتابه وقد وقدّم الكاتب د. وسيم زيد محمد وني واصفاً الكتاب بأنه مجموعة من الدراسات التي تصلح فعلاً لأن تكون مرجعاً ليس للطلاب والمؤسسات والمراكز، بل لكل مهتمّ لأنها غنية وسلسة وتنطلق من بديهيات واقعنا وأبجديات في فن وسُبل التعامل مع الأزمات.

يتحدث الكاتب د. وسيم زيد محمد وني في كتابه عملية احتواء الأزمات والتي تعتبر فنا بحد ذاته، ورغم تنوع الأساليب والإستراتيجيات إلا أن الأهداف منها تتلخص في السيطرة على الأزمة عبر تقليل الأضرار، ومن ثم ضمان استقرار الوضع وصولًا إلى مرحلة التعافي منها.
اتبع الكاتب المنهج العلمي في كتابه، ملتزماً الطريقة الأكاديمية المتعارف عليها حيث وضح في بداية الكتاب بعد المقدمة: الأزمات والتحديات بين التعريف والمفهوم ، استراتيجيات مواجهة الأزمة، الإعلام ومواجهة الأزمات، أنواع ونتائج الأزمات، خصوصية الإعلام ، دور الإعلام في مواجهة الأزمات، دور الإعلام قبل وأثناء وبعد الأزمة، أسس إعلام الأزمات ، إدارة الإعلام بعد الأزمة ، الشائعات آليات التصدي وكيفية المواجهة ، التصدي للحملات المعادية والشائعات، المنظمات المستهدفة والمنظمات المستعدة لمواجهة الأزمات ، معتمداً على مجموعة من المراجع ذات الصلة منهياً البحث باستنتاجات وتوصيات. وقد تنوعت مصادر الكتاب ومراجعه، فكان هناك مراجع باللغة العربية وأخرى مترجمة من كلية هارفرد.

ويؤكد الكاتب أن للتعامل مع الأزمات لابد من وضع خطة عمل مكتوبة وواضحة الأهداف يتفق عليها أفراد الفريق، ويتم إطلاع الشريحة المتأثرة بعمل الجهة المعنية وذلك من خلال قنوات الإعلام والاتصال الرسمية أو عبر تعيين متحدث رسمي مهمته نشر المعلومات والتطورات أولاً بأول لمنع أية إشاعات، فالأخيرة هي العامل الخطير في أي أزمة، وعدم التصدي لها يمكن أن يفاقم تأثير الأزمة على الشريحة المستهدفة، مما يزيد من الأضرار المترتبة عليها.

وقد تضمن الكتاب عناوين لفصول وأبواب و طروحات على درجة عالية من الأهمية في المرحلة التي عشناها كعرب من صراعات وأزمات و فيما يلي أبرزها :
الفصل الأول
الأزمات والتحديات بين التعريف والمفهوم .
استراتيجيات مواجهة الأزمة.
الإعلام ومواجهة الأزمات.
دور الإعلام قبل وأثناء وبعد الأزمة.
أسس إعلام الأزمات.
إدارة الإعلام بعد الأزمة.
الشائعات آلية التصدي وكيفية المواجهة.
أنواع ونتائج الأزمات.
خصوصية الإعلام.
الفصل الثاني
دور الإعلام في إدارة الأزمات .
فكرة لإدارة الإعلام أثناء الأزمة.
التصدي للحملات المعادية والشائعات.
المنظمات المستهدفة والمنظمات المستعدة لمواجهة الأزمات .

وتضمنت مقدمة الكتاب كلمة رئيس مركز رؤية للدراسات والأبحاث د. مصطفى زقوت :

نظرا للأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المتسارعة والمتغيرة بشكل مطرد تظهر العديد من الأزمات المتنوعة والمتصاعد في حدتها، تبرز أهمية الدور الكبير الذي تقوم به وسائل الإعلام في إدارة الأزمات سواء من حيث دورها في إحداثها أو الإسهام في تفاقمها أو حلها أو تخفيف حدتها ، فالأجهزة الإعلامية تسيطر على المعلومات وتصنفها وتدققها، وتعمل على تحديد ما يصل منها إلى الجمهور من أخبار وكيفية تفسيرها له، ومن خلال تناول الإعلام أو عدم تناوله قضايا يمكن أن تؤثر في السياسات العامة التي تتخذ، وكيفية تنفيذها، والأحداث التي تتم تغطيتها، والطريقة التي يقدمون بها الموضوع، والتي يمكن أن تحدد أو تُظهر الأحداث، وتشكل اتجاهات الرأي العام، لذا لا بد من وضع الأسس عند تصميم خطة إعلامية للأزمات، هذا من ناحية.

ومن ناحية ثانية، نجد أن الإعلام يُمثل بؤرة اهتمام الرأي العام عند حدوث الأزمات، كما يمكن للإعلام أن يؤدي دورًا مهمًا وحيويًا في التوعية بالأزمات المحتملة ووضع خطط للتعامل مع الازمات القائمة. ويتمثل دور الإعلام الرئيس في التأكيد على مصلحة المواطن والوطن، وتبصيره لكل ما يمكن أن يضره، وإيجاد إحساس بالمسؤولية الجماعية، وتأكيد روح التكامل والتعاون بين المواطنين من أجل الحفاظ على الجبهة الداخلية آمنة ومتماسكة.

ومن ناحية ثالثة، إن التهديدات والأخطار المرتبطة بالأزمة ترفع من درجة التوتر واللاعقلانية عند الجمهور، ومن ثم يكون أكثر عرضة للاستهواء والوقوع تحت تأثير الشائعات، فمن الضروري تكرار الرسائل التحذيرية، وكلما زادت المصادر التي يسمع منها الفرد رسالة التحذير والدفاع، زاد الاعتقاد في مصداقيتها؛

ولذلك فإن استخدام مصادر وقنوات إعلامية متعددة يزيد من احتمال وصول التحذير أو المعلومة بالنظر إلى فئات مختلفة من الجمهور، كما أنه يؤدي إلى التغلب على حالات التشتت المعتاد التي تنتاب بعض فئات الجمهور. لابد أن يتم إعلام المواطنين وتوعيتهم بالدور المطلوب منهم، والقيام به عند وقوع الأزمة، وهذا يُؤدي إلى المساعدة بدرجة كبيرة على مواجهة الأزمة، ومن ثم يتطلب إعداد وتنفيذ خطط إعلامية وتوعوية في أثناء مراحل الأزمة.

وهذا الكتاب الذي بين أيدينا يعتبر مادة قيمة لكيفية تعامل الإعلام مع الازمات والتحديات وهو ثمر جهد قام به د. وسيم زيد محمد وني مدير مركز رؤية للدراسات والابحاث في لبنان ليكون بذلك قد قدم كتابا علميا وضع من خلاله الخطوط العريضة للتعامل مع الازمات وخاصة دور الإعلام وهذا الجهد يجب الأخذ به كي نتمكن من ممارسة خطوات عملية لمواجهة الأزمات المتعاقبة والمتسارعة التي تمر بها المنطقة .

وخَلَصَ المُؤلف الدكتور وسيم وني إلى عددٍ من التوصيات نذكر منها :
التوصيات:
هناك جملة مهام ينبغي أن يتعلمها ويؤديها القائد قبل حدوث الأزمة أو الكارثة، تصلح لأن تكون توصيات مهمة ومنها:
– توفير خبراء الأزمة قبل وقت سابق من أجل بناء علاقات الثقة المطلوبة واتخاذ القرار الحاسم.

– تحديد الشركاء من المنظمات أو الدول القادرة على المساعدة، إذ قد يتعطل عمل المنظمات الرسمية أثناء الأزمة.
– التدريب على التقييم المعلوماتي وتحليل الموقف بشكل مناسب وفوري وكيفية التعامل مع الشائعات، وتقييم الواقع والموارد المتاحة.
– دعم وتسهيل نشوء روابط أو حلقات تنسيق غير رسمية تلتقي فيها التدفقات المعلوماتية ولا سيما تلك التي يطورها المواطنون وخدمات الطوارئ.

– أهمية تعلم القادة كيفية العمل مع الإعلام بل إدارة الأعلام (Media Manage)، لذا ينبغي أن يوضح القادة إلى أين يتجه المجتمع، مع تقديم الإطار الذي يرسخ تفكير وأفعال الأفراد على أرض الواقع.
– تدريب القادة وإكسابهم المهارات الخاصة بإدارة الأزمة وخصائص السلوك الإنساني المناسب المبني على قيم جوهرية لإعادة بناء الثقة وبسرعة.

توفير مستلزمات الصحة الاجتماعية وفي مقدمتها الموارد، والتدريب على سيناريوهات الأزمة ومحاكاة الخطط الموضوعة عند انهيار الهياكل القيادية بما يضمن مرونة وسرعة استجابة المواطنين والجهات الحكومية.
إنشاء مراكز عمليات متقدمة مهيأة لأن تأخذ زمام المبادرة في مثل هذه الحالات.
العمل مع الأعلام وأصحاب المصالح والجمهور المعني من خلال اتصال فاعل، واختيار كفوء لمتحدث رسمي مدرب جيدا” وعالي المصداقية لإرسال رسائل موثوقة متجانسة وصريحة ومستمرة وواقعية وفوراً، للتغلب على الشائعات والقلق المتوقع، وإعادة الإحساس بالسيطرة لدى الضحايا .

ومن الجدير بالذكر بأن الكاتب د. وسيم زيد محمد وني حائز شهادات عُليا من عددٍ من الجامعات والمؤسسات التعليمية الدولية المعنية بمجال التصميم الفني وبمجال الإعلام والدراسات وإدارة الأعمال والتدريب من عدة بلدان عربية وغربية وعمل بالعديد من المؤسسات التربوية سواء مدارس وثانويات وأكاديميات ومعاهد كما أنه عضو في نقابة الصحفيين الفلسطينيين والاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين وكاتب وصحفي يُعنى بالشأن الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى