رحلة إلى الذات: قصة مصطفى وصراع الخيارات
القصة: في حي شعبي عتيق، وُلد مصطفى في أسرة متماسكة مليئة بالحب والدلال. كان الأصغر بين إخوته، وكان أبوه يعتبره الأمل والمستقبل. تربى مصطفى وسط عائلة مترابطة تضم أخته لمياء، وتاليا، وأمجد، ولكن الحياة بدأت تأخذ مسارًا مختلفًا عندما قرر والده السفر إلى الخليج للبحث عن فرص عمل أفضل.
مرت السنوات، ورغم أن مصطفى كان محاطًا بعائلته، إلا أنه شعر دائمًا بالفراغ الداخلي. بينما كان إخوته يحققون نجاحاتهم، بقي هو في مكانه دون أن يحدد مسارًا واضحًا لحياته. ولجأ إلى علاقات عاطفية قصيرة، ظنًا منها أنها ستملأ فراغه، لكنها لم تكن سوى محاولات يائسة للهرب من الواقع.
كبر مصطفى وتزوج، وأنجب ثلاثة أولاد. لكن مع مرور الوقت، شعر بأن هناك فجوة بينه وبين أولاده، مما جعله يبتعد عنهم تدريجيًا. بدأ يستخدم الفيسبوك للهروب من مشاعر العزلة، يتحدث مع نساء وفتيات، محاولًا استعادة شبابه المفقود. وفي إحدى اللحظات، تواصلت معه بنت خالته، وأعادا معًا استرجاع الذكريات الجميلة التي جمعتهما في الماضي. ولكن سرعان ما انقطع التواصل، وعاد مصطفى إلى عالمه الافتراضي باحثًا عن شيء لا يعرفه.
الرسالة: تسلط القصة الضوء على الصراع الداخلي بين التوقعات العائلية ورغبات الفرد الشخصية. كما تناقش كيف أن شعور الفراغ والعزلة يمكن أن يدفع الإنسان إلى البحث عن الهروب في علاقات سطحية، وكيف يمكن لهذا الصراع أن يؤدي إلى صعوبة في اتخاذ قرارات حاسمة.
