
زهرٌ فوق صخر….. بقلم / زيد الطهراوي
قال المسافر : ما عندي سوى قمر
يؤانس القلب في حلي و أسفاري
يأتي إليَّ و قد ساد الدجى و مضت
أصداء عمر تناديني بأسمار
فقلت : يا صاح كفكف ما ملئت به
من الهموم التي هاجت كثرثار
المجد للنفس إن سارت معادية
جرم التشاؤم كي ترقى لإزهار
و قد علمت بأن الرحلة اقتربت
نحو الأفول و فوزِ الطامح الساري
فلا أراك مع الأحزان مكتئبا
و لا تواجهْ شذى الدنيا بإدبار
و موكب الخير لا يثنيه منسحق
أصغى إلى الحقد في أسمال غدَّار
فأنت من توقف الشحناء -مجتنياً
طعم الحبور – و إن جاءت كتيَّار
إذا رأيت على صخر الدجى قمرا
فقد يجيء بشَلَّال و أقمار
قال : ابتنيت من الآمال سامقة
و هُدِّمت في خيالاتي و أفكاري
فقلت : جدد غراساً أنت واهبها
جذر السمو فقد جادت بأشجار
و كبوة المرء درس في تعاقبها
تُطهر النفس من عُجب و أوزار
لا يأس لا يأس فالأيام مفصحة
عن بسمة نهضت ترنو لإسفار