زيف الهوى _ بقلم الشاعرة ليلى رزوقة

زيف الهوى _ بقلم الشاعرة ليلى رزوقة
أَنْفَى كُلِّ شَيْءٍ مِنْ دَاخِلِيّ
وَاسْتَوْطَن هَوَاك زَوَايَا قَلْبِي
داعبت مُهْجَتِي . . .
نَامَ فِي ثناياك عِشْقِي
فَابْتَلّ حَبْل أَحْلاَمِي
وَسَمِعْت لَحْنٌ زَيَّف بهواك
وبعتمة الْوَيْل امْتَدَّت محبرتي
وَرُسِمَت بِعُيون الْغَيْم عزائمي
مُؤْلِم سَرَب حُبُّك الدافئ
سَكَبْت غَيْث غَدْرِك كُلُّه
محنا وَفِتَنًا . . . لروحي
فَتَعَجَّبْت لمثلك خَائِنًا
كَيْفَ تَكُونُ لَهَا السَّاقِي ؟
أَيْ غَدَرَ وَأَيّ خِيَانَة هَذِه ؟
سقانيها زَبَد حُبُّك . . .
تَرَدَّدَت كَثِيرًا
تَمَسَّكَت بحبال تِلْك الْآمَال
وَمَشَيْت بأحلامي
قَائِلُه :
قَلْبِي سيرتوي مِنْ الْمُحَالِ
عَلَى أَيِّ حَالَ
وَبِي ضَحِكُه مُرْتَسِمَةٌ
كَمَن تَقْتُلَه إجَابَةَ السُّؤَالِ
بِأَشَدّ قِتَال
وتحيي الْجُرْح آلَاف الْجَرَّاح
قَاس همسك سَيِّدِي
فتبا لِقَلْب يَهْوَى أَلْماسِي
وَيَأْبَى التَّنَاسِي . .
كَم غازلت يَا أَنْت ؟
وَكَم غَدَرَت وخنت ؟
فكفاني الْأَذَى
فتغزلك علقمي
يُبْكِينِي
يَزِيد تندمي
ياسيدي
أَنَا . . . زَمَنِي مَاضِي
وذكراك مَعَه ستمضى
وَقَبْل رحيلك سَيِّدِي
خُذ رَشْفُه مِنْ كَأْسِ طيبتي
وَأَسْمَع سيمفونيتي
عزفتها بِخَطِّ يَدِي
وَاتْرُك قَطْرَة لعابك لقتلي
وأحتسى أَنْت قهوتك
حِينَمَا يَكُون سُكْرِهَا دَمْعِي
وَأَمْضَى لحضنها يَا سَيِّدِي
أَمْضَى وخن حُنَيْن الْغَد
وأبتسم بِكُلّ فَخْر
وَتَأَمَّل وِشَاح الْوَفَاء
ودعني أتمزق عَلَى
شَلّال هَوَاء
يَا سَيِّدِي
ستشابه كُلّ الْمَعَادِن
حِينَ يُصْبِحُ حُبُّك ضِدِّي
لَا شَيْءَ
نَعَمْ لَا شَيْءَ يُخْفِيهَا عَنِّي
لَكِنِّي أَفْضَلُ إنْ أعزف لَحْنًا
هَمْسَة يرهقني
لَمْ أعُدْ أُفَكِّر . . مَات شُعُورِي
وَكَم يبترني حِين أُنَادِي
بَرِيئَةٌ أَنَا فِي مملكتك
وخجولة فِي طَلَبِ
تَأْشِيرَة عِنْدِي
يَا سَيِّدِي
مِثْلَمَا خُنْت حِبِّي
فَأَنَا سأخون حَقِيقَة دربي
عِنْدَمَا يجذبني حُبُّك
وتفاجئني حُرُوف بايعتني
عَلَى عَرْشِ الصَّمْت
بِفَرَاغ حُزْنِي ووحدتي
جَفَّت الأَقْلام وَلَم
أَكْمَل شِعْرِي
فارتميت عَلِيّ
حَضَن خيبتي
وَلَمَّا يُجْبَر كسري
أظنّك فُهِمَت قَصْدِيّ
أَنْتِ هَكَذَا
مُنْذ استعمرتني
خَرِبَت
دمرت
أَسْوار فُؤَادِي
وتركتني وَحْدِي
بَعْد حَنانَي يَا سَيِّدِي
سأدفن حُزْنِي
وَاتْرُك لَك كُلَّ شَيْءٍ بَعْدِي
بقلم
ليلى رزوقة الجزائر