
صراخ امرأة ميتة | بقلم فريدة توفيق الجوهري
كان وجه هدى مروعا فالدموع المتساقطة جعلته كلوحة مطلية بالألوان السائله
هل تستقبلينني للصباح ؟ قررت انهاء القصة …
طبعا تفضلي
دخلت هدى تجر وراءها حقيبة كبيرة وارتمت على إحدى الأراءك
بدهشة واستغراب سألتها ما الذي حدث؟
لم أعد أستطيع الإحتمال، أنا انتهيت ليلى
وفتحت الدهشة عيني، كيف ؟
أين السعادة والفرح والحب هل يمضي هذا جميعه في ليلة وضحاها…
(كانت هدى وساميا الصديقتان الأقرب إلى نفسي من أيام الجامعه وكنا نلتقي دوما كلما سنحت لنا الفرصة نشرب القهوة معا أو نتناول الغداء نستعيد أيامنا الخوالي نشتكي من الأولاد والزوج نتكلم في شتى المواضيع المحزنة و السعيدة
.كانت هدى الوحيدة التي لا تتكلم عن زوجها إلا بكل جميل لقد تزوجا بعد قصة حب سريعة وبعدها تغيرت هدى كثيرا ؛هذه الفتاة الخجول أصبحت قهقهاتها تملء المكان حبورا فهي تضحك لأتفه الأسباب وأقلها شئنا،دائمة الإهتمام بمظهرها الخارجي شديدة الأناقة، مع ماكياج ثقيل تطلي به وجهها وعينيها .
وسألتها بدافع الحشرية مرة، كنت تكرهين التبرج أيام الجامعة فأنت جميلة بدونه
ردت السوآل بسؤآل…وهل أبدو قبيحة به
فأجبتها خجلة.. طبعا فأنت جميلة دوما
وتمتمت لذاتي كم تغيرت وكأنها كبرت كثيرا
كنا أنا وساميا فعلا نحسدها أحيانا. )
قالت هدى من خلال دموعها وهي تمسح وجهها بمنديل ورقي كنت قررت الصمت والإحتمال من أجل ولدي الوحيد ولكن طفح الكيل ..
لا تعجبي ليلى فعندما تموت المشاعر يموت القلب، وعندما يموت القلب تموت الروح، وما السعادة الظاهرة سوى ستارللألم الذي وفي داخلي وما التبرج سوى وسيلة أخفي بها وجهي المرهق وعيوني المتورمة من السهر والوحدة والدموع.
أنا امرأة انتهت بعد عدة أشهر من الزواج عندما شعرت أن الزواج ماهو سوى وسيلة يروي بها غليله بعد يوم عمل شاق، او إحدى حبيباته لا تملك الوقت للتسكع معه، ما أنا سوى قطعة أثاث مرمية في إحدى الزوايا، لا لا الأثاث أفضل مني فهو يحتاج للتنظيف والتلميع ومسح الغبار عنه، أما الغبار في داخلي فلقد تراكم حتى لم أعد أشبه نفسي.انه غبار التجاهل والفراغ والخيبة، لم أشعر يوما أنني أنثى اوحتى امرأة وزوجه، أنا دمية فقط تمزق لترمى.
إني أكرر يوميا مراسم دفتي، أذرف دموعي على نفسي ثم أنهض بعد الدفن أجدد أقنعة التمثال أطليه بشتى المساحيق وأكمل يومي .
ارسم على شفاهي ضحكة كبيرة يتلألأ صداها عبر المكان.
قهقهاتي ما هي سوى
صدى صراخ لامرأة ميتة.