عشتها

عشتها
الشاعر محمد الدالي
إليكِ المشتكى يا من تنادي
جراحا شلها جرح الفؤادِ
مضينا لم يعاتبنا طريق
لماذا نرتجي امر الرشاد
مضينا ما استبد بنا رهان
وكنا للهوى خير المهادِ
كفاه العشق منكم كل نأيٍ
كفاه البعد منكم كل بادي
كفاه القلب غدرا ما شبعتم
بمديتكم رميتم كل هادي
تعاتبك المنايا لا مناهم
مناك أنا فماذا عن مرادي
أطالوا البعد لما أبعدونا
قلوب هجرت نحو البُعاد
أيا درب الهوى أيقظت قلباً
غفا دهرا على ظهر الجواد
فأطنبتِ الخيول بكل حب
فعشقا تاهَ في أمر الرقاد
فيا الله إن دكت جبال
وفجرت المياه بكل وادي
وأوقدت البحار بعود نار
كما اكتستِ السما ثوب السواد
وتطوي ربنا بيديك كونا
وتعلو ربنا كل العباد
وصار الحشر من حولي تنادي
عبادُ الله من كل المزاد
فيا الله إني لستُ أنسى
بأني عشتها يوم الودادِ
ويا الله إن قلت ذنوبي
وزاد الخير أورثُهَا جهادي
فإني كنت لا أنسى بيومٍ
دموعا أسقطت فوق الرماد
أحبك ماهمست بها لعشقٍ
سوى عشق أماتته الأيادي