مقالات

عن القلم أحكي بقلم الأديب والشاعر التونسي صلاح الورتاني

عن القلم أحكي بقلم الأديب والشاعر التونسي صلاح الورتاني

عن القلم أحكي

بقلم الأديب والشاعر التونسي صلاح الورتاني 

 

القلم وما أدراك ما القلم .. هذه الأداة التي في أيدينا كلنا .. تكتب ما نملي عليها ..

يكتب بها الشاعر مشاعره وأحاسيسه تجاه أسرته ومجتمعه ووطنه وحبيبته ..

أحيانا لا يعرف الراحة هو في أيادي متعددة ؛ يد التلميذ والطالب والأستاذ والمدير ..

عند المسؤول في الحكومة والقاضي والمحامي وفي الإدارات والمؤسسات التعليمية والثقافية والاجتماعية وفي الدوائر الأخرى المتعددة ..

هذا القلم لو لم يكن له شأن عظيم عند الله لما خصه بسورة كاملة في القرآن الكريم هي سورة القلم وما أدراك ما القلم ..

هذه الأداة التي هي سهلة مطيعة في أيدينا تكتب ما نملي عليها وما تمليه عليه ضمائرنا ..

لطالما جرحت مشاعر أناس وقضت على طموحاتهم ..

لطالما أبكت أنفسا بريئة وحكمت عليها زورا وبهتانا ..

لطالما ساهمت في تحطيم عزائم أفراد وجماعات وأبدلت أسماء تستحق بأخرى لا تستحق ..

كم من مسؤول أمضى على قرارات مجحفة في حق العديد من الأفراد وتسبب لها في نكسات وحسرات أدت بها أحيانا للموت ..

كم من وثائق مزورة تم فيها تزوير الإمضاءات وبجرة قلم صار أصحابها من الأثرياء على حساب الفقراء ..

كم من إمضاءات فعلها القلم وحكم على دول بالحرب الظالمة وافتكاك أراضيها والسيطرة على خيراتها ..

هذا القلم لو نطق يوما سيزلزل الأرض بمن عليها لكنه سيسأل عند الجبار المقتدر العادل .. ماذا فعل بك فلان وفلانة ؟ عندها سينطق بالأهوال والأفعال المشينة التي لاشك ستغضب الرحمن وحتى الرسول صلى الله عليه وسلم سيتبرأ منها ويقول لها سحقا سحقا لست مني ..

يا لسوء حظنا بهذه الأداة التي لم نعمل لها ألف حساب وتركناها تشتغل حسب شهواتنا ورغباتنا ..

هنيئا لمن عرف قيمتها وأدرك خطورتها ولم يتبع النفس الأمارة بالسوء والرغبات الجامحة ..

يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي .. قالها رب العزة ..

 

صلاح الورتاني / تونس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى