مقالات

كيف نتجاوز الحرب النفسية ؟

كيف نتجاوز الحرب النفسية ؟

الكاتبة الشاعرة : آمال رجب المناعي السفيرة الدولية للسلام العالمي

كيف يمكن ان نجتاز المحن في عصر الحروب النفسية السامة التي عادة ما تشن ضد كل من لا ينقاد ويمثل صوتا حرا و روحا مضيئة لا تقبل المساومة او الخنوع ؟
حروب نقسية تشن في حجم ما يريدون له وكل على حسب سياقاته هي تقنيات تدرس و تلقن و تفتن كل المهووسون بالانتقام في ابشع صوره ..
كيف يمكن أن ننتصر فرديا على هذه الأفات التي تصارع هدوءنا
و سكينتنا و حياتنا البسيطة و التي تتمظهر في أشكال المكر و الدهاء وتفشي القيم الهجينة عن ديننا و عن مجتمعاتنا ؟

كيف يمكن أن نجتاز المحن و كيف نتخطى كل العقبات التي تصر على أن تجعلنا في حالة شك دائم حتى من و في أقرب الناس إلينا من فرط ما يوضع في طريقنا من شباك و مطبات جهنمية كثيرة العقد والتعقيدات لدرجة ان تعجز عن مجرد التفوه بكلمة واحدة لتصوب الفهم أو تحاول تصحيح الأفكار التي صنعتها دعاة الفتن و الاشاعات اؤلئك القدامى من حولك والمتجددين في صور مختلفة و على ايقاعات متفاوتة ومنذ تاريخ متجدد المحاولات من أجل إسقاط تفكيرك و إرباكك في نفسك وزعزعة ثقتك و توازنك و ثباتك و محاولة التأثير عليك للانقياد والانصياع وراء ما تجهل مما يريدون بك ومنك في الأصل
فعلا هي دوامة كبيرة تجعلك تلتفت يمنة ويسرة وقد تقتلع شعرك
و تصرخ بجنون من فرط ما يركبون لك مما ليس فيك وما لا يمكن البتتة أن يكون فيك يلهونك عن كل شيء في حياتك و عما يمكن أن ينمي ابداعاتك وكتاباتك و اسهاماتك وأدوارك الملتزمة في واقعك ..يتقنون فرض أسوار بينك وبين إمكانيات السعادة و الفرح

و الامتنان للحياة بأنك حي و تفكر و تبدع و في صحة جيدة .. إرباك و أقوال تخرج عن كل مجالات تخيلاتك وتصوراتك وانت تحتفل بالوحود و بالشمس والقمر و تتفاءل بما هو آت وهو ما يمكن أن يذهل حتى السماء والأرض من فوقك ومن تحتك …

قد نعجز فعلا خصوصا وأننا الكائنات المسالمة بطبعها قد نعجز تماما و نحن لا نحذق الا الوضوح و المباشرة والشفافية في ردودنا وفي مواقفنا متحصنين بضمائرنا و بوعينا و بنبلنا وبشرفنا الانساني

و الإيماني فقط نختار الصمت و نترك كل شيء و لا نمسك بأي جزئية من المربكات و نمضي بسلام و في سلام في اللحظات نفسها نعم يجب علينا أن نمضي بسرعة دون شعور بأي نقص في عدم القدرة على الإطالة في الردود أو الإسهاب فالدخول في تلك المتاهة البسيكولوجية الملفقة يعني أنك صرت ضمن سياقها .. انظر بعمق لصاحبها و امض ..

نحن من نؤمن بأن الله البصير العالم والعارف بكل شيء و هو وحده بوصلتنا وهو من يتولى كل الأمور عنا … في عالم يتطور( ارتدادا ) و بسرعة الضوء في الإيذاء و القتل المبرح

نحن نعجز فعلا و الحمد لله على الردود في ما لا يرد عليه الا بتأكيد أن الله شاهد وهو من يصد عنا و يقينا شرور من أرادوا لنا الشر
و أذية أرواحنا و قتل قلوبنا و التلاعب بأعصابنا و الرقص في أفكارنا الا أنهم لا يدركون في الواقع درجة الإيمان الفولاذي فينا وعقيدة ديننا الصلبة …
و ما الخير في أعماقنا الا جبلة وفطرة و غريزة وما هذه الرحمة

و هذا الكم من التسامح وزخم هذه الطيبة التي جعلت الكل يستغبانا بسببها و يستبيح أماننا العاطفي و رونق سجيتنا و عفويتنا إنما هي فضل من عند الله تعالى وهي ما نقينا الوقوع في فخاخ الشرور و الحقد و أذية الغير …
فنحن نسامح حتى من أوجعونا و جرحونا و حطموا قلوبنا وأبكونا شهورا .وليال و أصباح و عتموا أيامنا وعطلوا مشاريعنا في بصمات مزهرة و مؤلفة ..
نعم نحن من نسامح الكل امام الله و لا نستحي و ما أكثرهم … ولكن صارت الثقة اليوم منعدمة تماما وقلوبنا مقفلة و لن يدخلها أي بشر مهما كان وكائنا من كان والحمد لله تعالى إننا ننسى كل شيء ننسى الاذية والجراح والغدر و كل أساليب التلاعب

و الضحك و التنمر و الإستهانة بمعانينا نحن إنسانية المعنى و الفروسية وملوك جمال الفنون و الأحاسيس
نعم نسامح و نسامح بكل اعتزاز وبكل فخر وبكل رحمة .. كيف لا نسامح ونحن ذقنا الألم و الاوجاع و مصائب الحياة. و الفقدان أجل نحن نسامح ولا نملك الا الامتنان لله تعالى فكل ما يرتبه الله لنا ليس إلا خيرا عميما يريده لنا .

نمضي بسلام و في سلام … و نتقبل كل خذلان و كل إعدام بكل اتزان و صبر و إيمان والله وحده من يصد عنا هول الأحزان و الالام والله وحده من يرد غيبتنا أمام كل. الضاحكين و المتشمتين و الماكرين بنا والراقصين على جرحنا الغائر و المحتفلين دائما بكسرنا
و ظيمنا حتى تشفى نفوسهم ..

نحن من تسكن قلوبنا الرحمة الجبارة التي تركع كل موقغ بنا وكل من يريد بنا ولنا الشرور فهي رحمة تسكن طيبتنا المطلقة التي تحير كل المتجبرين القساة من حولنا و المتسائلين عن أسرارها لانهم لا يدركون أن على هذه الأرض أناسا تحمل قيما ورقيا ونبلا و شرفا في التعامل و التواصل و تتقن المحبة المطلقة وتحترم كل روابط مهما تبدلت المصالح و تغيرت فنحن لسنا ممن ينكرون و لسنا ممن يمكرون أبدا مسالمون ؛ مسالمون قناعة و طمأنينة أرواح و ليس خوفا أو تصنعا أو مكرا …

إن أقدارنا على هذه الأرض ما هي الا حلقات إختبار توضع في طريقنا حتى تتأكد الحياة هل نحن فعلا نستحق ان نكون كما يجب أن نكون أو لا نستحق. حسب ما اخترناه لأنفسنا من ميثاق و ما إختاره الله لنا من صفات وقد ميزنا به و حبب كل خلقه الطيبين فينا .
نحن من ندرك جيدا أن أصعب الطرق هي تلك التي إخترناها كسبيل

ان لا نخون وان لا نمكر وان لا نؤذي أحدا مهما كان وأن لا نبخس من اي بشر مهما كان و أن لا نجرح اي أحد مهما كانت أسيته تجاهنا ..وإن نحفظ الامانة و أن لا نمكث بالعهود و أن نكون في مستوى محبتنا الجميلة والراقية والرائعة أمام أنفسنا و في قلوبنا بمفردنا …
هي اختبارات الله لنا حتى نكون في مستوى ما نحن عليه وما يجب أن نكون عليه .

نترك الإساءة ترحل في الكون بكل ما فيها من أذية …
نعم نحن ضعفاء أمام كل الاساءات لا نقدر عليها و لا حتى ردها فقط نحتمي في الله وبالله الرحمان الرحيم ونتوكل عليه في حياتنا و هو من يرى و يسمع وهو من يعلم كل ما في القلوب و ما وراء كل الظنون والكلمات وكل شيء لا نفهمه و لا نقدر عليه فقط نثبت على الخير في قلوبنا و التسامح و الرحمة حتى مع من آذونا ا لأننا لا نطيق الأذية ولا الحقد ولا الشر مهما كان.

أخيرا هنيئا لكل الطيبين هنيئا لكل الموجوعين المظلومين لانهم لا ينامون ظالمين أو معتدين أو غادرين …
وسلام على أرواح تسعد الآخرين و هي في ضمنياتها كل سرديات الأحزان والخذلانن و الاوجاع و لكنها تعافر في ثبات وإيمان شديد من أجل أجمل واقغ و مستقبل مورق بالمحبة و التسامح
جديد جديد يعيننا عليه الله رب العالمين ….
الكاتبة الشاعرة آمال رجب المناعي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى