لماذا تخلفت مصر عربيا ودوليا ؟!
وجيه الصقا
شاهدت عرضا لأهم الاختراعات والأبحاث الحديثة من الطائرة حتى ماكينة الخياطة والحلاقة، وتحسرت بشدة أن مصر تخلفت كثيرا فى مجال البحث العلمى والاختراعات تقدمت عليها 9 دول عربية وإسرائيل ، غاب عنا البحث فلا توجد اختراعات مصرية أو أبحاث تنهض بالبلد كما نرى فى الواقع ، وبحثت عن سبب تلك المشكلة مع أن مصر بها 14 مركزا قلاعا بحثيا فى معظم الاتجاهات ولها اعتمادات فى الميزانية سنويا ولم نلمس منها ما ينهض بنا فى أى مجال، بل إننا نصنف علميا بأننا دولة متخلفة نتيجة عقلية الجمود التى تقودنا، والاقتناع الجاهل بثقافة أن البحث العلمي من الرفاهيات غير المطلوبة في مصر، ونتيجة عجز القدرة السياسية والإدارية، فالميزانية المخصصة للبحث العلمي منخفضة جدا وغير مؤثرة، بلغت نحو 5 مليارات جنيه لمشروعات البحث وخدماته، مما لايساوى حتى رواتب وخدمات العاملين به
، ويعطل تمويل المشروعات أو تنفيذها وغياب ربطها بالصناعة. وهو ما أدى لهجرة العقول المتميزة سنويا بالآلاف لغياب المناخ الحاضن للمبدعين والعلماء ومحاربتهم، مما أفقد البلاد ثروة غالية لا تعوض من كفاءات علمية مهمة كان يمكنها تحقيق نهضة كبيرة للبلاد. فالأبحاث بالمراكز البحثية والجامعات
لا تجد التطبيق أو التعاون مع الجهات المعنية، وغياب دور الدولة فى تشجيع الجهود، وانخفاض الرواتب والترقيات للإنجاز والتميز البحثى، مما يصرف الباحثين عن الإبداع والتطوير. ثم إن هناك مشكلة تخلف مصر فى التعليم خاصة العالى والبحث العلمي، مما خرج أجيالا فاشلة لاتؤمن بالاختراع والإبداع، كما أن مصر لا تضع خطة وطنية لربط البحث العلمى بأدوات التنمية ، مع تشتيت الجهود دون هدف،**
إن مصر تحتاج حل مشكلات البحث العلمي وإعادة وزارة البحث العلمى فورا، والنهوض بالتعليم المصرى الجاد وتوفير كل احتياجاته للنجاح على كل المستويات ورعاية العلماء الجادين لتحقيق قفزات في مجالات التنمية الصناعية والزراعية بصفة خاصة، وجذب العقول المصرية من الباحثين الجادين واحتضان إنجازاتهم وإبراز أفكارهم،
بدلا من تعرضهم للإهمال والقتل العلمى، لأن من يقودون المواقع جهلاء أتوا بالوساطة أو غير وطنيين، ودون علم أو خبرة مع قرارات حمقاء، والنتيجة انهيار كامل فى أدوات التطوير والتطور فى كل مجالات التنمية، وبرغم وجود المراكز البحثية العملاقة، لم يعد لها وزن قيمة حقيقية فى التنمية ونهضة مصر**
لذلك يجب عودة وزارة البحث العلمى فورا، وتوفير أعلى اعتمادات وكفاءات للنهوض بتلك المراكز ..إن مشكلة مصر هى عجز فى الإدارة والعقول المدبرة، وتحكم العقول الجاهل. ..لو اخترنا الأنسب للمواقع سيكون مستقبلنا أفضل كثيرا ..انهضوا ببلدكم ..لن يأتى عدو لبنائها ..
