“لَحْظَاتُ فِرَاقٍ قَاتِلَةٌ” بقلم / رقية فريد
"لَحْظَاتُ فِرَاقٍ قَاتِلَةٌ" بقلم / رقية فريد

“لَحْظَاتُ فِرَاقٍ قَاتِلَةٌ”
بقلم / رقية فريد
قَالَ: أتَتْرُكِينَنِيَ وَتَمْضِينَ بِلَا اكْتِرَاثٍ وَلَا حَنِينٍ، بِلَا أَلَمٍ وَلَا أَنِينٍ..؟
نَعَمْ سَأَتْرُكُكَ وَحِيدًا شَرِيدًا عَلَى قَارِعَةِ اللَّامُبَالَاةِ فِي مَسَاحَاتِ الْحَيْرَةِ بَيْنَ الْجِهَاتِ التَائِهَةِ مِنَّا عِنْدَ مَفْتَرِقِ النِّسْيَانِ..
نَعَمْ سَأَرْحَلُ عَنْكَ وَمِنْكَ وَسَأَضَعُ كُلَّ أَشْوَاقٍ كَانَتْ بَيْنَنَا فِي صُنْدُوقٍ أَسْوَدٍ وَسَأُوَارِيَهَا فِي أَغْوَارٍ لَا تَنْتَهِي لِقَعْرٍ إِلَّا بَعْدَ أَلْفِ دَهْرٍ..
فَكَمْ مِنْ عُمُرٍ ضَيَّعْتُهُ مَعَكَ دُونَ أَنْ تَدْرِيَ بِهِ أَوْ تَلْمِسَ رِقَّتَهُ وَوَفَاءَهُ وَحِسَّهُ الَّذِي كَانَ يَظُنُّكَ عَالَمَهُ الْوَحِيدَ..
قَالَ: لَكِنَّنِيَ كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّكِ تَكْتَفِينَ بِهِ هَكَذَا مَعِيَ. فَلَمْ تَبُحِي لِيَ يَوْمًا أَنَّكِ تَتَأَلَّمِينَ أَلَهَذَا السَّبَبِ تَرْحَلِينَ؟!
وَأَيْنَ سَتَذْهَبِينَ؟ أَبَعْدَ مَا مَضَى مِنْ عُمْرِكِ سِنِينَ بِكُلِّ هَوْنٍ تَرْحَلِينَ……؟
نَعَمْ أَرْحَلُ عَنْكَ وَأَتْرُكُكَ وَسَتَظَلُّ وَعَبْثِيَّتُكَ وَطِيشُكَ كَمَا أَنْتَ عَنِيدٌ لَا تَعْتَرِفُ بِتَعَثُّرِ فُؤَادِكَ..
قَالَ: سَتَمُوتِينَ مِنْ دُونِيَ شَوْقًا وَعِشْقًا أَلَمًا وَتَوْقًا..!!
قَالَتْ: أَوَلَيْسَ مَنْ يَمُوتُ يُبْعَثُ مِنْ جَدِيدٍ..؟
قَالَ: نَعَمْ ذَلِكَ وَعْدٌ أَكِيدٌ.. إذَنْ سَأَبْدَأُ بِدُونِك مِنْ جَدِيدٍ أَقْوَى وَأَصْلَبَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ عَبَثَتْ بِهِ أَشْجَانُكَ الَّتِي ضَلَّتْ دَرْبَ الْعِشْقِ الَّذِي لَا يَمُوتُ..
سَأَبْدَأُ مِنْ حَيْثُ تَوَقَّفَتْ دُقَاتُ قَلْبِيَ عَنْ مُنَادَاتِكِ لِأَعِيشَ عُمْرًا تَرْسُمُهُ خَفْقَاتُهُ لِمَنْ يَسْتَحِقُّ أَنْ تَتَأَهَّبَ لَهُ جَوَارِحِيَ..
نَعَمْ أَعِيشُ بِدُونِكِ عُمْرًا سَعِيدًا.