شعر و ادب

*مصر أم الدنيا* بقلم: العارف بالله طلعت

*مصر أم الدنيا*
بقلم: العارف بالله طلعت

يعود تسمية مصر بأم الدنيا إلى السيدة هاجر زوجة سيدنا إبراهيم الخليل وأم سيدنا إسماعيل عليهما السلام وكان يطلق عليها أم العرب حيث أنها كانت مصرية ومن قرية اسمها الفرما فى مصر.وكما جاء في الروايات التاريخية أن هذه القرية اندثرت وتعرف آثارها اليوم بـ تل الفرما وكان سيدنا إسماعيل يطلق عليه أيضا أبو العرب وصارت العرب كافة من أصول مصرية منسوبين إلى أمهم هاجر وأبوهم إسماعيل فانتشر لقب أم الدنيا على مصر.وورد لفظ أم البلاد في دعوة سيدنا نوح عليه السلام لحفيده مصرايم بن حام عندما دعا له قائلاً: اللهم كما أجاب دعوتي فبارك فيه وفي ذريته وأسكنهم الأرض المباركة التي هي أم البلاد وغوث العباد التي نيلها أفضل الأنهار . وكما قال المؤرخ اليوناني هيرودت بمقولته الشهيرة مصر هي هبة النيل. نعم فأصل وجودها هو نهر النيل وعزيمة وحب أولادها لتلك الأرض التي وهبتهم المعنى الحقيقي للحياة منذ قديم الزمان فتلك الأرض العظيمة هي أرض الحضارة والتاريخ العريق فهي الأرض التي قامت عليها حضارة من أعظم الحضارات التي مرت على تاريخ البشرية مصر كانت ولا زالت بلد الآثار والتاريخ فإنها تحوي آثاراً من أعظم آثار الإرث الإنساني والتي تستحق فعلاً أن تكون من عجائب الدنيا فمصر تمثل متحفاً مفتوحاً للعالم يمثل قيمة عظمى
كما أن مصر يطلق عليها لقب ( أم الدنيا ) وذلك نظرا لأهمية موقعها الجغرافي ونظرا خيراتها وترحيبها بصياحها وضيوفها ونظرا لجوها المعتدل وتكريمها في القرآن الكريم وخروج علماء ومفكرين منها وجذبها للسياح ربما من أنحاء كثيرة في العالم كله وقص علينا القرآن قصة نبي الله يوسف الصديق عليه السلام وكيف أنقذ الله على يديه مصر وما حولها من أزمة غذائية طاحنة ألهم الله يوسف فخطط لها أحسن التخطيط لمدة خمسة عشر عاما أقام فيها اقتصاد مصر ـ وكان الزراعة أساسه ومحوره ـ على زيادة الإنتاج وتقليل الاستهلاك وتنظيم الادخار وإعادة الاستثمارحتى نجت مصر من المجاعة وخرجت من الأزمة معافاة بل كان لها فضل على ما حولها من البلدان. تم فتح مصر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان هذا بقيادة عمرو بن العاص الذي توجه إلى مصر وفتحها ودخلها بانتصار وقد عامل أهلها من الأقباط معاملة فاقت كل التوقعات فعاملهم بالحسنة ولم يفرض عليهم تغيير دينهم بل إستوصى بهم خيراً كما أمره الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه. وفي العصر الإسلامي إحتلت مصر مكانة شهيرة بين البلدان وهذا يعود إلى تمتعها بخيرات كثيرة ثم جاء العهد الفاطمي الذي بقى في مصر لمدة أكثر من ثلاثمائة عام وكان ما يميزه بناء جامع الأزهر الشريف الذي أصبح منارة للعلم والمعرفة ووجهة يتوجه إليها أي عالم يريد أن يدرس أي علم من جذوره وتم إنشاء أيضاً دار الحكمة التي كانت هى القبلة الأولى لأي باحث يريد أن يبحث عن أصل أي شيء.فمصر متمثلة في أزهرها الشريف وعلمائها استطاعت نشر الإسلام إلى أقصى إفريقيا وغير من البلدان. مصر في القرآن الكريم والسنة النبوية مصر هي الدولة الوحيد التي تم ذكرها في القرآن أكثر من مرة فهي بلد الأمن والأمان وهي بلد الخيرات والرزق حيث يقول الله تعالى (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)

. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عمق وجود مصر عبر التاريخ الطويل الذي يزخر بقصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والحضارة الفرعونية العريقة وحضارة نهر النيل.كما هي البلد التي أوصى بها رسول الله صل الله عليه وسلم حيث يقول الرسول ( إذا فتح الله عليكم مصر فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحما).

يقول الشاعر أحمد شوقي مصر العزيزة لي وطن .. وهي الحمى وهي السكن وهي الفريدة في الزمن .. وجميع ما فيها حسن مصر هي أم الدنيا وهي الحضارة في أجمل صورها وهي الدولة التي يرغب الكل في السكن فيها فيجب على أولادها الحفاظ عليها.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى