مقالات

من هو ملك النهاوند في القرأن

قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏
بقلم الشريف_أحمدعبدالدايم
فضيلة الشيخ (محمد صديق المنشاوي) ملك النهاوند في تلاوة القرأن الكريم واليوم نتحدث عن أحد من سيطر على مملكة تلاوة القرآن الكريم فى مصر والعالم العربى طوال حقبة الخمسينيات.
وكان من أحد ألقابه “الصوت الباكي” نظرا لخشوعه التام وهو يقرأ ما تيسر من القرآن، سواء أمام جمهور المستمعين مباشرة، أو وهو يسجّل بصوته فى الإذاعة. ولعل جلال الخشوع الذى كان يكسو صوته، هو ما امتاز به بين أقرانه كلهم، فجعله ذلك الخشوع أقرب إلى قلوب وأفئدة المستمعين قبل آذانهم، وهذا الخشوع هو الذى جعل كثيرين يطلقون عليه “الصوت الباكى”، لكنه فى حقيقة الأمر لم يكن بكاءً، بل تأثُّرًا بجلال القرآن، وحرصه على ربط المعانى المختلفة للآيات القرآنية بالمقامات المناسبة لها، ونبرات الأصوات المحاكية لكل موقف.
(ملك النهاوند) لقب آخرلفضيلته لإتقانه للعديد من القراءات والمقامات خصوصاً مقام النهاوند، لذلك أطلق عليه ملك النهاوند.
له سجلا كاملا للقرآن الكريم مرتَّلا برواية حفص عن عاصم، وهى الرواية المشهورة فى مصر، بخلاف الختمة القرآنية الإذاعية المجوَّدة، لكنها لم تكن كاملة.
مولده:
وُلِد الشيخ محمد صديق المنشاوى فى عام 1919 فى قرية البواريك، التابعة لمركز (المنشاة) بدون همزة، أحد المراكز التابعة لمحافظة سوهاج.
خفايا من سيرته الذاتية:
ينتمي الشيخ محمد صديق المنشاوي إلى عائلة تقليدية من المُحفظين والخطاطين، فوالده الشيخ صديق المنشاوي وشقيقه الشيخ محمود المنشاوي كانا محترفين في القراءة أيضا .
تزوج الشيخ مرتين وأنجب أربعة أولاد وبنتان من الزوجة الأولى. بالإضافة إلى خمسة أولاد وأربع فتيات من الزوجة الثانية. توفيت زوجته الثانية عام 1968م أثناء تأدية فريضة الحج.
سافر المنشاوي إلى دول عديدة منها إندونيسيا والأردن والكويت وليبيا والسعودية وسوريا كما قرأ بالمسجد الأقصى في فلسطين، روى المنشاوي بنفسه لأحد المقربين أن أحد الحاقدين دعاه للعشاء بعد إحدى سهراته في قراءة القرآن، وأخبر الطباخ أن يضع له السم في الطعام ولكن لحسن الحظ كان الطباخ من أحد محبيه كما قرر إخباره مع عدم إفشاء سره. والحمد لله الذي نجي المنشاوي من هذه المكيدة.
تمَّ اعتماده قارئًا في الإذاعة المصرية بعد طول رفض وممانعة، وقد سجّل للإذاعة المصرية، وسجّل أيضا لإذاعة سوريا ولندن، فضلا عن مواظبته على قراءة القرآن فى مسجد الزمالك، كقارئ مكلَّف من قِبَل وزارة الأوقاف.
رفض دعوة الرئيس جمال عبد الناصر:
وجه أحد الوزراء دعوة الرئيس عبد الناصر للشيخ المنشاوي قائلاً: ستحصل على الشرف الكبير بقراءتك أمام الرئيس عبدالناصر فرد عليه الشيخ واثقاً: “ولماذا لا يكون هذا الشرف لعبدالناصر لأنه سيسمع القرآن بصوت محمد صديق المنشاوي ؟”. فرفض أن يلبي الدعوة قائلاً: ” لقد أخطأ عبدالناصر في إرساله أسوأ رسله”.
ومن صفات الشخصية للشيخ المنشاوي رحمه الله أنه كان شديد التواضع، لين الجانب، عطوفًا على الفقراء والمساكين، محباً للخير آتياً له.
تأثر الشيخ المنشاوي بالشيخ محمد رفعت رحمه الله، وكان محبًا له، ومن المعجبين بصوته وتلاوته، وكان كذلك يحب الاستماع إلى أصوات كبار المقرئين الذين عاصروه، كالشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، وأبي العينين شعيشع، والبنا ،وغيرهم.
قصة العشق مع أم كلثوم:
كان الشيخ صديق المنشاوي يعشق صوت أم كلثوم، فكان يصف صوتها بالقوة والفخامة
مرضه ووفاته:
في عام 1966 أصيب بمرض دوالي المريء ورغم مرضه ظل يقرأ القرآن حتى توفى – رحمة الله عليه – في يوم الجمعة 5 ربيع الثاني 1389 هـ، الموافق 20 يونيو 1969م
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏
أعجبني

تعليق

٠ تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى