الشعر

“لا نَستَحقُّ”

"لا نَستَحقُّ"

“لا نَستَحقُّ”

بقلم.  صهيب عجمية

ماذا لَو
استيقظْتَ لتجدَ الشّمس رافضةً الشّروق
وبيدكَ فُرصةٌ للحديث معها
شرطَ أن يكونَ الحديث الأخير لك
بماذا كنتَ ستوصي الشّمس؟
فكان نصّي هذا …
ما بكِ ألن تنهضِي؟
– لا، فأنا
لا تُكمِلِي لَقد فَهمْتُكِ، أنتِ لا تُريدِين مُمارسَةَ روتِينكِ اليومِيّ، تَنهضِينَ فِي وقتٍ محدّدٍ، لِيدورَ فلك الكون فَيحكمَ عليكِ الغروبَ فِي مكانٍ محدّدٍ، لتُشرقِي فِي مكانٍ آخرَ فَتستمِرِّينَ بِنفسِ المَهمَّة علىٰ مَدارِ مَلايينِ السّنينِ، كلّ رطلٍ مِنكِ يَحترقُ لِيُضيءَ لَنا مَا نَعيشُهُ كلَّ هَذهِ السَنواتِ، تَفعلينَ هَذا لِأجلِنا ونحنُ مَاذا؟ لَا نعيرُكِ ولو القَليلَ مِن الاهتمامِ، لا نقدّمُ لك ما تستحقِينَ؛ لا بلْ وأكثرَ، فَنحنُ نذمُّكِ دوريّاً ونحنُ بفارغِ الصّبرِ أن يَأتِينَا اللّيلُ لِنَشتكِيَ لَهُ عَن نَهارِنا الّذي أنتِ سَببٌ بِوجودِه، لِنفشِيَ لَه أسرارَنا، فَنظنَّ أنَّ سَوادَهُ سَيواسِينا، ونتغزَّلَ بِجمالِ قَمرِهِ وتألّقِهِ وتَلَألُؤِ نُجومِه، أتفهمِينَنِي؟
كلُّ مَا أقصدُ أنَّنا كَبشرٍ لا نَستحقُّ، لا نقدّرُكِ فأُوصِيكِ أن تَغيبِي، نامِي نوماً أبديّاً أيّتُها الشّمسُ، لا تبزُغِي لا تَلمعِي لا تَحترقِي لأجلِنا لا نَستَحقُّ، اتركِ هذا الكوكبَ بِسوادٍ يعيش، اختفِ عَن هذا العالمِ فَقلوبُ البشرِ لا تَستَحقُّ إشراقَتَكِ، لا تَستَحقُّ مَا تقدِّمينَهُ لَنا فَـادفنِي نُوركِ وادفنِينَا معكِ فَنحنُ لا نَستَحقُّ !
– رويداً يا صديقِي إلىٰ أينَ ذهبتَ بِأفكارِكَ، لَقد بَالغتَ قَليلاً أليسَ كَذلِك؟ كنتُ أودُّ أن أقولَ أنِّي لَن أنهضَ لأنَّنا فِي مُنتصفِ اللّيلِ، عُد إلىٰ فراشِكَ…ولا تُبالِغ فِي الشُّربِ قبلَ النومِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى