***نسمات بحر *** بقلم الأديبة هدى الطرابلسى

***نسمات بحر *** بقلم الأديبة هدى سليم
كان يجلس عل شاطئ البحر يتغنى بموسيقى المساء العابرة من وراء النسمات الرقيقة التي تنبعث من أمواج البحر الهادئ ينظر اليه وهو يعانق السماء ويهديها قبلة الوداع قبل الرحيل في منظر رومنسي رائع تخترقه نور الشمس التي تتهيئ للمغيب وفجأة مرت هي من أمامه على حافة البحر
كأنها حورية خرجت من أعماقه صحى من غفوته الجمالية الطبيعية إلى الحقيقة الجمالية الإنسانيةالرائعة في محياها وشعرها الأسود المنساب على كتفيها التي تتلاقفه نسمات الصيف الجميلة الحالمةولكنه لمح شيئا متدفقا على خديها إنها تذرف الدمع من عينيها الجميلتين كانت تبكي .آلمه منظرها الحزين وجرفه حب الإطلاع أن يعرف السبب قرر أن يتبعها لحقها من الخلف ثم أطلق السلام وقال لها هل من مساعدة؟ انتبهت إليه وهي في دهشة عارمة وردت عليه :لا شكرا .
قال لها :رأيتك مارة من هنا والدمع يتدفق على خديك .
فأجابته: إنها من آثار نسمة البحر الباردة لا أكثر
قال لها :ولكن هذه النسمة عابرة ورقيقة لا تتعب العين ولا تدمعها .نظرت إليه بتعجب وردت عليه :إذا ماذا أفعل إذا كانت عيناي حساستان ؟ضحك وقال لها :يجب إذا أن تعوديها على نسمة البحر لتبقى وفية له ولا تدمع لنسماته العابرة على عينيك الجميلتين .إبتسمت من كلماته الرقيقة.
وقالت له: وكيف سأعودها على ذلك ؟
أجابها :مري كل يوم من هنا وستتعود هي عليك وأنت عليها وهكذا تشفين .
ضحكت وقالت له :فكرة رائعة سأقوم بها يوميا إذا وتركته وذهبت فلحقها بالكلام :سأنتظرك إذا معها لا تنسين فأنا صاحب الفكرة
ويجب علي أن أطمئن على النتيجة .إلتفتت إليه وأجابته بابتسامة رقيقة وواصلت طريقها وغابت عن نظره مثلما غاب قرص الشمس وراء الأفق في لحظة الغروب والوداع……