شعر و ادب

وصّْفِ قَوَامِ الرِّيمِ

وصّْفِ قَوَامِ الرِّيمِ

وصّْفِ قَوَامِ الرِّيمِ

بقلم . الشاعر علاء بلعوط

إنِّي نَشَأتُ مع الأعْرَابِ في صغري
كي أستسيغَ بَدِيعَ القَولِ في الجُمَلِ
فالشعرُ عِزْوَةَ مَنْ للحبّ يُرْسِلُهُ
يسمو به منزلاً بالعفِّ في الغزلِ
خَيّْرُ المَنَازِلِ إنِّي ما حَظِيتُ بهِ
إلَّا بِوصّْفِ قَوَامِ الرِّيمِ و الطَّللِ
جَمَالُهَا أذّْهَلَ الفُرْسَانَ و الأُمَرَا
نَظِيرُهَا البَدْرُ كَمْ يَشْكُو من القِلَلِ
بِطَرفِهَا نَظَرَتْ فالّْقَلْبُ في سُؤُلٍ
فِينيسُ تَنْبُضُ بَعْدَ المَوتِ والأجَلِ؟!

وَالشَّعرُ أَسدَلَ لِلعَينَينِ يُؤنِسُهُم
ودمنةُ الإنسِ قد لاحَتْ من المقلِ
في مقلَتِي دمعةٌ للحبِّ خاضعةٌ
بالروح هائمةٌ تشكو من المللِ
الّْقلْبُ عَاطِفةٌ والبُعْدُ غَاشِيَةٌ
والروحُ ساعيةٌ للوَصلِ لم تزلِ
العَقْلُ يَأمُرُهُ والّْقلبُ يَخْذُلهُ
والّحُبُ يَطْلُبُهُ حُصْناً من الوَجَلِ
قَد كُنتُ أطلُبُ أَنَّ الوصلَ مَنزِلنَا
يا رُبَّ مَنزِلَةٍ بِالعِشقِ لَم تَمِلِ

أَنتِ الطَّبِيبُ فَكَيفَ الهَمُّ يَسكُنُنِي
مِن بَعدِ وَصلِكِ إن جُرِّدتُ مِن عِلَلِي
يا ريمُ عيناكِ تمحو كُلَّ ذي ألمٍ
وتَصْرِفُ الكَرْبَ عَنْ صَمْامِيَ الوَهِلِ
ديجورُ ليلكِ يا ريمي ينوِّرني
رَسِيلُ حَرفِكِ يَحوِينِي مِنَ الوَجَلِ
أَنَا المُعَلَّلُ هَاكِ القَلبِ وَاستَلِمِي
رُوحِي فإنِّي ضعيفٌ شاعر الغزلِ
قَد رَابَ شِعرِي دُمُوعٌ لَستُ أُنكِرُهَا

هَل يُنكِرُ القَلبُ مَا يَحوِيهِ مِن أَسَلِ؟
يَا رِيمُ مَا عَادَتِ الأَقدَارُ تُنصِفُنَا
وَمَا نَزَالُ نَضُمُّ الآهَ بِالمُقَلِ
أَبكِي القَصِيدَ لَعَلِّي أَن أُغَاثَ بِهِ
فَيُضرَمُ البَيتُ بِالنِّيرَانِ كَالشَّعَلِ
لَكِنَّ ضَوءً أَرَاهُ لَيسَ يُنكِرُنِي
بِأَنَّهُ الغَيمُ قَبلَ الوَابِلِ الهَطِلِ
نَعَم سَيَخلِقُ بَعدَ الحزنِ مَيسَرَةٍ
رَبِّي وَيُضفِي عَلَينَا كَامِلَ الأملِ.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى