Uncategorized

وما الفرق بين توحيد الربوبية والألوهية

وما الفرق بين توحيد الربوبية والألوهية
قلم الشريف_أحمدعبدالدايم
يخلط أحياناً على كثيرٌ من النّاس بين توحيد الرّبوبيّة وتوحيد الألوهيّة ويظنّون أنّهما شيء واحد، والحقيقة أنّ هناك اختلافاً بيّناً بينهما على الرّغم من أنّهما يكمّلان بعضهما البعض ولا نقيض لهما والخيط بينهما رفيع جدا ، فلا يكتمل إيمان امرىءٍ إلاّ بالإيمان بهما مجتمعان .
توحيد الربوبية: هو الإيمان بالله بصفات الفعل كالخلاق والأرزاق ومدبّر الأمور ومصرّفها ونحو ذلك، وأن مشيئته نافذة وقدرته كاملة، وهذا هو الذي أقر به المشركون، المشركون أقرّوا بأن الله خالقهم ورازقهم ومدبّر أمورهم وأنه خالق السموات وخالق الأرض، وهو توحيد الله بأفعاله، هذا توحيد الربوبية بأن تؤمن بأن الله هو الخلاق الرزاق مدبر الأمور مُصرّف الأشياء الذي خلق كل شيء ودبّر الأمور وصَرّفها وخلق الأنهار والبحار والجبال والأشجار والسماء والأرض وغير ذلك، هذا توحيد الربوبية.
ماذا قال فضيلة العارف بالله محمد متولي الشعراوي :
في إحدى الدروس تطرق فضيلة الشيخ الشعراوى للألوهية والربوبية حيث وصف، الربوبية :
(عندما تسمع كلة رب، تنصرف عن الخلقْ وإلى التربية ، ولذلك فى إستعمالاتنا نقول فلان رب هذه الاسرة، ربّها بمعنى المتولي تربيتها، إذن الرّبُ هو الخالق الذى خلق مِنْ عدم وأمدَ مِنْ عُدّمْ .
وهو بهذا الوصفِفإن الرّبْ، هو ربٌ لكل خلقهِ، المؤمن والكافر، الطائع والعاصي، لأنه كلّف نفسه بنفسه العناية بهم وطالما ربٌ لكل خلقهِ هو رازق لكل الخلقْ ، يأمر نواميس الكون وأسبابهِ إعطوا فلان، إن أخذ الاشياء بإسبابها .
وقد تجد البعض يتساءل لماذا الكفّار في الغرب متقدمين، والإجابة لأنهم أخذوا بِأساب عطاء الربوبية، وأنت لم تأخذ بأعطاء الربوبية .
الألوهية : تعني المعبود المُطاعُ في إفعل ولا تفعل، ولا تجده سوى عند الذى يؤمن بهِ فقط.
إذن الله ربُّ الجميع، ولكنه إله من آمن به ، لقوله تعالى : “مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ” الشورى 20 .
ماذا قال الشيخ إسحاق الحوينى فى الألوهية والربوبية :
توحيد الألوهية: فهو توحيد الله بأفعالك أنت، تخُصُّه بالعبادة دون كل ما سواه من صلاة وصوم ودعاء ونذر وزكاة وحج وغير ذلك، توحيد الألوهية هو معنى لا إله إلا الله، أي لا معبود حق إلا الله، وهو أن تخُصْ ربّكَ بِأفعالك بِعباداتك بِقرباتك لا تدعو مع الله إلهًا آخر، لا تعبد معه سواه من شجر أو حجر أو صنمأو نبي فلا تدعو مع الله إلهً آخر، وهذا الشرك الأكبر، فتوحيد العبادة معناه: أن تخص العبادة لله وحده، ويقال له توحيد الإلهية، والإلهية هي العبادة معناه أن يخص الله بالعبادة دون كل ما سواه.
وفي إحدى المجالس تحدث فضيلته عن الفرق بينهما:
حيث قال فضيلته : إذا أردت زيادة إيمانك من أوسع الأبواب، فالباب الوحيد لزيادة الإيمان هو باب الأسماء والصفات، ولك أن تعلم كُل ما يتعلّق بالله سبحانه وتعالى “ثلاثة” -:
(( توحيد الألوهية – توحيد الربوبية – توحيد الأسماء والصفات. ))
· توحيد الربوبية : توحيد المسلمين والمشركين
· توحيد الاولهية : المسلمين خاصةً.
· توحيد الاسماء والصفات : المسلمين
الختام :
يتضح الآن لك الفرق بينهما هو أن توحيد الربوبية لايُدخل الإسلام، فالجميع يعتقد ان الله هو الخالق وهو الرازق وهو المحي والمميت.
توحيد الألوهية: هو إفراد الله عز وجل بجميع العبادات سواء الظاهرة أو الباطنة، القولية أو الفعلية؛ كالصلاة، والصوم، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، ونفي العبادة عن كل ما سواه من الأدلة على إفراد الله عز وجل في العبادة من القرآن الكريم، قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.) البقرة 21.
توحيد الربوبية: هو الاعتقاد والإقرار الجازم بأنه عز وجل، هو ربّ كل شيء، ومالكه، وخالقه، وأنه المحيي والمميت، والنافع والضار، والرزاق ذو القوة المتين، الذي يرجع إليه الأمر كله، ولا شريك له في ذلك، ومن الأدلة على ربوبيتة عز وجل قوله سبحانه: (الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) الفاتحة 2.
وتلخيص للمقال:
مما سبق نود توضيح أن الفرق بين توحيد الربوية والألوهية:
توحيد الربوبية هو توحيد الرب بأسمائه وصفاته وأفعاله.
وأما توحيد الألوهية فهي توحيد الله بأفعال العباد؛ كالصلاة، والدعاء، وغيرها، ويرى بعض العلماء عدم وجود فرق بين كلّ من توحيد الألوهية والربوبية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى