أميرة السقوط .. قصة قصيرة لخالد الجمال من المجموعة القصصية لهذه الأسباب
أميرة السقوط .. قصة قصيرة لخالد الجمال من المجموعة القصصية لهذه الأسباب

أميرة السقوط .. قصة قصيرة لخالد الجمال من المجموعة القصصية لهذه الأسباب
أميرة السقوط
احتوت صالح الأمنيات ,
في ربيع الغد القادم ,
فقبل أن يهلكه الخضوع أراد لأبنائه الحياة ,
إدرك إنه لابد أن تصقل العقول وتضئ القلوب .
فالأيام تسبق اللحظات ,
تسرق العمر منه ,
ويحل عليه الوهن ,
ويغرق في بئر الشيب دون أن يحقق غاية أو يفعل فعلاً يحفظه الزمان له .
لقد أطفأ شمعة شبابه في خدمة الأميرة , التي لم يعرف لها أصلا سوى إنها الاميرة , ويعترف بها مثلما اعترف بها الآخرون .
أرتسمت فرحة على وجوه أبناء صالح , ونورت الملامح , لما يحمل صالح من كتب قيمة , تحمل تراث الفكر وشغف المعرفة .
تناولته عيونهم بشغف , واستقبلته قلوبهم بحب .
واشتاق ” صالح ” لاستلام تقارير موجزة لكل كتاب , يقرأه ابن من أبنائه .
وأعد الجائزة لمن يجيد هضم السطور , بعد حين أشرقت الحواس , وفاز من فاز , وانجبت الجوائز جوائز .
دب الخوف في قلب الأميرة ,
واهتز القلب الشامخ , واخفت هذا القلق خلف ابتسامة زائفة , لتخبئ الضعف خلفها مما سيكون عليه أبناء ” صالح ” .
ففي ليلة ماكرة وعن قصد , التقت الاميرة بصالحا , تلقي عليه نظرات الغموض , تسأله في صمت .. كيف ترى الغد ؟ .
ابتسم صالح حينما أغدقت الاميرة أموالها عليه تشجعه على ما يفعل مع أبنائه ,
ارتوت أسارير ” صالح ” بهجة من كرم الأميرة ورقي فكرها .
فخرج من قصرها راقص القلب ,
مطمئن اللب , مكتظ الجيوب ,
ولا يعلم لماذا هذا الفيض من الأميرة التي لم يكن لها أوصال داخل هذا الوطن .
ولا يعلم أن الأميرة أمرت باستدعاء صناع الزيف وفتحت لهم الخزائن لترويج أفكارها .
رقصت حروف الأميرة في المطابع , وعلقت المشانق للحروف القديمة ,
اسودت أعماق الكتب رغم الألون الكثيرة ,
رغم الغلاف الجميل , بثمن بخس , اشترى أبناء ” صالح ” ما استطاعوا أن يحملوا من الكتب مبهورين بالأعلام الكبار . بالأوراق الحديثة .
وخدرت صالحا المفاجأة بعد استلام تقارير الأبناء المتشابهة لكتب مختلفة وكأنها لكتاب واحد .
انسحبت العلوم من أوراقها ,
اصبحت خاوية الروح , فجرها مصنوع .
قص ” صالح ” على الأميرة ما حدث , ثارت واستنكرت , ووعدت بأن الامر سيكون في دائرة النقاش والبحث ولا داعي للقلق .
صالح استمر في شراء الكتب ,
وقدمت المساعدات لشراء المزيد ,
دعت بنات ” صالح ” لحفل مهيب في القصر العالي , قصر الأميرة ,
وأغرتهن بالبقاء في عالم القصر وارتوين من فيض الأميرة ,
وخيم الغيم على عقول أبناء صالح ,
وتسرب إليها الشلل
وصالح ينتظر ……!!؟
الأديب الشاعر / خالد الجمال