أوقاف بني سويف تحتفل بليلة النصف من شعبان وذكرى تحويل القبلة
أوقاف بني سويف تحتفل بليلة النصف من شعبان وذكرى تحويل القبلة

أوقاف بني سويف تحتفل بليلة النصف من شعبان وذكرى تحويل القبلة
بني سويف: محمد عبدالحليم
نظمت مديرية أوقاف بني سويف احتفالًا دينيًا بمناسبة ليلة النصف من شعبان وذكرى تحويل القبلة، بحضور الدكتور محمد هانئ غنيم، محافظ بني سويف، واللواء حازم عزت السكرتير العام واللواء سامي علام السكرتير العام المساعد، بدعوة من الدكتور عبد الرحمن نصار وكيل وزارة الأوقاف بالمحافظة، وحضور عدد من القيادات الأمنية والتنفيذية والدعوية بالمحافظة، وحضور عدد كبير من الأئمة والدعاة وجموع المواطنين الذين حرصوا على المشاركة في هذه المناسبة المباركة.
بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، وقدم للحفل الشيخ سعيد عبد الواحد، مدير الدعوة بمديرية الأوقاف، تقديم فقرات الحفل، حيث رحب بالحضور، مشيرًا إلى أهمية الاحتفال بهذه المناسبات الدينية التي تعزز الوعي بتاريخ الإسلام وأحداث السيرة النبوية العطرة.
ألقى الدكتور عبد الرحمن نصار، وكيل وزارة الأوقاف، كلمة تناول فيها ذكرى تحويل القبلة، مؤكدًا أن هذا الحدث كان نقطة فارقة في تاريخ الإسلام، حيث شكّل اختبارًا عمليًا لمدى اتباع الصحابة الكرام وطاعتهم لله ورسوله ﷺ. وأوضح أن المسلمين كانوا في بداية الأمر يتوجهون في صلاتهم نحو بيت المقدس، وهو الأمر الذي استمر لمدة ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، حتى جاء الأمر الإلهي بتحويل القبلة إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة، في قوله تعالى: “فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ”.
وأشار الدكتور نصار إلى أن هذا التحول لم يكن مجرد تغيير في اتجاه الصلاة، بل كان له دلالات إيمانية عميقة، حيث كشف عن مدى إخلاص المؤمنين وصدق اتباعهم لرسول الله ﷺ. فقد كانت لحظة اختبار للمسلمين، وظهرت فيها قوة الإيمان وثبات القلوب، حيث استجاب الصحابة على الفور لهذا الأمر، دون تردد أو اعتراض، في صورة رائعة من الطاعة الكاملة والتسليم المطلق لأوامر الله تعالى.
كما أكد على أن تحويل القبلة جاء تتويجًا لمكانة الكعبة المشرفة، والتي كانت قبلة الأنبياء السابقين، ليعود المسلمون إلى قبلتهم الحقيقية التي أمر الله بها إبراهيم عليه السلام. وأوضح أن هذا الحدث يحمل دروسًا عظيمة، منها ضرورة التمسك بالطاعة، واليقين في حكمة الله، ووحدة المسلمين حول راية التوحيد.
وتحدث أيضًا عن ردود الأفعال التي أعقبت تحويل القبلة، حيث انقسم الناس بين مؤمنٍ موقنٍ بحكمة الله، ومنافقٍ معترضٍ متشككٍ في هذا التغيير، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى: “سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ”.
وأوضح أن هذه الآية أكدت أن الأمر كله بيد الله، وأنه هو الذي يحدد الاتجاهات والمقاصد وفقًا لحكمته الإلهية، فلا ينبغي للمؤمن إلا الامتثال والطاعة.
وفي ختام كلمته، شدد الدكتور عبد الرحمن نصار على أهمية استخلاص العبر من هذه الحادثة، حيث تعلمنا الصبر والثبات، والامتثال لأوامر الله دون تردد، ووحدة الصف بين المسلمين، مشيرًا إلى أن هذه القيم لا تزال أساسية في حياتنا اليوم، حيث يجب أن يكون المسلم ملتزمًا بأوامر الله وسنة رسوله، محافظًا على وحدته وتماسكه مع إخوانه في الدين.
بعد ذلك، اختتم الحفل بفقرة المدائح النبوية، حيث ألقى عدد من المبتهلين قصائد في حب سيدنا رسول الله ﷺ، وسط أجواء روحانية مليئة بالإيمان والخشوع.
وفي ختام الفعالية، رفع الحضور الدعاء إلى الله أن يحفظ مصر وأهلها، وأن يديم عليها الأمن والاستقرار، وأن يوفق المسلمين لما يحبه ويرضاه في هذه الأيام المباركة.