
“أيلول”
بقلم .أسماء حجازي من فريق خط الرقعة
أيلولٌ أنا اسماً وعُمراً وخريفَ حياةٍ، تجرّعتُ الذّل والمهان حتى صار داخلي خاوياً..
عشتُ ظلمَ الأب وجفاءَ الإخوة، واكتمل ألمي برجلٍ شرقيٍّ أحمقٍ تزوّجته مُرغمةً فكان سُمّ حياتي، رضيتُ وكنتُ مُستسلمةً لكلّ أقداري، هكذا حتى شعرت بفُتات أملٍ ينبضُ داخلي، “أنا حامل!”، حين علم زوجي قامت قيامته، صرخ و زمجر، حتى ظننت أن عروقه ستنفجر، أخبرني أنه لا يريد الطفل، وإن كان لي رأي آخر سيطلقني، أمام عاصفة غضبه الهوجاء التزمتُ الصمت ولم أنبس ببنت شفة، وهذه المرة صمتي كان قاتِله، اقترب مني ليضربني فبدأت عاصفتي..
أخبرته أني كنت طيلة ثلاث سنواتٍ موضع الذلّ في حياته، ولكن اليوم أنا أمٌّ، أمٌّ مستعدة لقتل من يفكر المساس بجنينها مجرد تفكير، لحظاتٌ مرت، رأيت بعدها وحشاً مُنهكاً، رمقني بنظرةٍ كانت فيما مضى ترعبني، ولكنّ “أيلول” الأمس ذهبت إلى غير رجعة
حين رأى إصراري طلقني و رماني خارج منزله، ركلني من حياته وكأنني كرةٌ بدأ الهواء يتسرب منها وإليها فكان لابدّ من التخلص منها، غريبٌ هذا الرجل، ألا يحلم بطفلٍ يحمل اسمه وملامحه، رباه! كم خلقت بشراً بلا قلوب!
إلى الشارع خرجتُ وحيدة، مطلّق