مقالات

إدارة الأزمات

إدارة الأزمات

إدارة الأزمات

بقلم . الكاتبة يارا زقزق

“كُلُّ نفسٍ ذائقةُ الموت، وإنما توَفَّون أجوركم يوم القيامة، فمن زُحزح عن النار وأُدخل الجنةَ فقد فاز وما الحياةُ الدنيا إلا متاعٌ الغرور”
“كل من عليها فان ويبقى وجهُ ربكَ ذو الجلال والإكرام”
بدأتُ التلعثمَ بوصيَّتي حدَّ التقيّؤ
تشكيكٌ بامتيازٍ حتى ارتكابِ الجُرمِ الصحيح، ألا وهو الانتحار .
حسنًا…

مرحباً بنَعوتي المليئةِ ببقايا مَعِدَتي، والقليلِ من الغصاتِ المتتاليةِ المليئةِ بالدمِ المختلطِ مع دواءِ سرطاني،
احترقتُ لأجلهِ كما كان يأخذُ جُرعتهُ كل ليلةٍ، يبدأُ بثُقبِ دبوسٍ وبعدها إلى الجِسمِ بأكملهِ،
دعابةٌ تجعلني أكفرُ وبعدها أُصلي صلاةَ الحبِّ جماعةً إلى أن يأتينيومطرانُ بيديهِ روحُ عزرائيلَ تجعلُ جميعَ ما في شخصياتي، يصطفّ منحنياً كرامةً لتلكَ المهزلةِ السخيفةِ.
لعلّ أنيني يهدأُ مع رشفةٍ من النبيذِ الأحمرِ المختلطِ بما يسمى “الريليف”
كأنَّ الوداعَ يقتربُ وأنا لا أزالُ أُدندنُ الحبَّ حتى آخرِ موضعٍ لروحي أسفلَ قدمي،
كما تعلمونَ يا أشخاصي أن الروحَ تخرجُ من أسفلِ القدمِ متجهةً بألمها نحو الأعلى، مِطرقةُ الموتِ تكررُ اسمي، وكأنَّ جيناتِ الحربِ وقعتْ على عاتقي فقط!
أيُّ موتٍ يُذكرُ بَعد ؟!
أيُّ مِئذَنةِ جامعٍ لم تنطقْ باسمي بَعد؟!
أنا العشرينيةُ التي عجزتْ كلَّ العجزِ عن السيطرةِ على تلك الدعابةِ، احترقتْ شرائعي وأنا على كلّ العِلمِ بهذا، لا يمكن أن لا أُستنفذَ في نهاية المطاف!

تجرأتُ ونسيتُ وجودي، تباً لكَ يا أحمق!
أنا بُصيلاتُ عقلكِ يا لعين
أتريدُ مني أن أصدقَ العالمَ؟! لقد وضعتَ عقلي في مصحٍّ للمجانين بين الوقتِ والمكانِ، الظلمِ والضعفِ، خطوطِ الطولِ ودوائرِ العرضِ،
أفيقوا! أشرقتْ شمسي من جديدٍ
ههههه لا لا لا تستودعوا أرواحكم وتقوموا بتنهيداتٍ تجعل عزرائيلَ يهابُكم،
لا عليكم أصدقائي
لحظةً! أيُّ أصدقاء!

أنا الوحدةُ نهشَتْ كَبدي، مزَّقَتنِي وبصَقَتني عندَ آخرِ مكبِّ نفاياتٍ..
أنا التي لا حبَّ يُقدَّمُ لها، ولا عيونَ ترى وجودها.
أنا الغبيةُ التي سقطتْ سهواً مئةً وخمسًا وسبعينَ مرةً دون اكتراثٍ،
سقطتُ واقفةً،
نهضتُ بأملٍ يهددُ نبضاتَ قلبي،
قوتي مرعبةٌ، لا يكترِثون منها شيئاً،
ماذا تحتَ عيوبي ماذا!
تكلمتُ وأين هي الآن!
ماذا تفعلُ وإلى أين وصلَتْ؟
ماذا ماذا ماذا ودوَّاماتُ أسئلةٍ لم تُبقِ لِثنائي الأكسيدِ مكاناً!

شربتُ كؤوسَ الدنيا وعانقتُ الجميعَ، وجِدتُ لأترجم فقط (بالعامية ملطشة)
كأيِّ وصيةٍ كُتبتْ، عليَّ أن أعتذرَ إلى أنانيتي وإلى كلّ شخصٍ أحبني ولم أُعطهِ الفرصةَ ليعبِّر عن مستنقعهِ النتن،
إن غبتُ خبئوني معكم، احتفظوا بجسدي داخل جُثتي وفستانَ حُلمي
في عالمي، حتى وإن اختفيتُ فهم أحرقوني حيّةً ورموني أمامكم،
أنتم سببَ انتشائي،
تأملوا ما صنعتْ شرورُ البشرِ، مجردَ إلهامٍ يا حبيبي….
فصلُ الرعشةِ!
الثغرة قطعتْ شرايني، أفهمُ أنّ هناك شخصٌ اندفعَ ليُحاربَ الكثيرَ من قبلكم، لأخذِ المسارِ أمامك، وتسيرُ بدفءٍ تامٍّ دونَ خوفٍ فشرفكَ لا يتحملُ الخطأ، وطُهركَ لا يعرف معنى الخيانة ههههه

إن رحلتُ فجأةً! تركتُ وصيتي وصوتي، لابدَّ ألّا أجدَ من يفهمني، إلّا أنا وقهقهتي بين الملائكة، روحاً كروحي ذهبتْ لِتعيدَ ترتيبَ النجومَ، فطعمةُ الفودكا المُرةُ أحرقتْ جوفي، مؤلمةٌ حُرقةُ الفودكا يا عبد الأسماء الحُسنى
يا كافيًا يا مُكتفيًا،
دعوا عيونكم في عيونِ مَن حولي، سترونَ كيفَ يارا ماتت فيكم وسافرت نحو الأبدية،
إلى اللقاء عند الرب يا مودّعون،
“الله اكبر الله اكبر
الصلاة خيرٌ من النوم”
أستغفرك ربي سبحانك إني كنتُ من الظالمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى