شعر و ادب

إلا من رحمَ ربّي

إلا من رحمَ ربّي

أحمد الحسن

في غيهبِ الأوهامِ لفلفَ روحَهُ
غصبًا وصارَ من العنا متزوِّجا
وتزركشَتْ أشعارُه في جمرةٍ
لم يكفِها دهرُ الشتاءِ لتُثلَجا
ما حدَّثَتْ عنه ليالي هدمِهِ
تخشى التّعثُّرَ في صبيحاتِ الدُّجى
يمشي يخاطبُ عينَه لا تندبي
حالَ البلادِ، فكم أبى أن يُفرَجا
ويرى احمرارَ لآلئٍ من وَردِها
يغدو على خدِّ الذبُّولِ متوَّجا
أمرٌ يصادقُ خاطري بل خيبتي
هل كلُّ مَن قَرِبَ الهوى متسذِّجا؟
هل كلُّ مَن يهوى الدَّناءةَ مُكرَمٌ؟
هل كلُّ مَن رغبَ المروءةَ أُحرَجا؟
يا خيبةً عزفَتْ على وترِ الضُّحى
مقطوعةً أبكَتْ بها مَن حُشرِجا
فتأزَّرتْ شمسُ المنى بتكسُّفٍ
وتخمّرتْ حتّى تمنّتْ مخرجا
ناهيك عن هذا، التفتْ لصِغارنا
تلهو بفسقٍ، والكبارُ! فلا رجا
فمتى الإفاضةُ يا أُخيَّ من الهوى؟
فالقَ السَّفينةَ ولتكنْ مع من نَجا
واعزفْ على عودِ الدُّعاءِ مدندنًا
فرجًا يناظرُ في البهاءِ بنفسَجا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى