إلى سيدة رائدة في الإدارة الثقافية
علام عبد الهادي / دمشق سورية
بمناسبة إنهاء تكليفها..تعسفا.. ومنها إلى الحالمين بالفل والياسمين..ومن يعنيهم الصدى..
في بلاد من ياسمين..
يحسب العبق ضجر
يرمى المبدع ألف حجر
في بلاد من ياسمين
يحظر على الفل أن يحظى بأنفاس الطببين
أو يفوز بأعجاب الأكثرين
في بلاد الحرف والأزميل
تغدو الثقافة عبئا ثقيل
يغدو المدير المبدع المرغوب من جمهوره
كابوسا مريرا
ومسمارا واخزا
أو….ولقد ساء مطر النافذين
في دنيا ثقافتنا
لاتكن على دين المخلصين
لاتكن شهيدا يتشظى
كي يضيء من دمه مداد المتعبين
في دنيا ثقافتنا
لا تكن ابن الأرض والجذور
لاتكن سباكا يرتق بالذهب نقاط الهوية
إن أمحت تحت سنابك المخربين
او في عقول البراعم الصاعدين
وفي أقلام الدوواين
والمعلمين الجائعين
والسائرين إلى شمس أحلامهم
او بخير الله يحالمون..
في بلاد من ياسمين
يمنع عليك أن تزرع الياسمين
او تحنق الأرض اشجارا
وصبارا
وليمونا
وزيتونا
أو نخيل
يحظر عليك أن تحرس الغابات
ان تسمع صوت الأناشيد
والتغاريد..
الويل عليك إن تترك الأنهار عذبة
تجرى الى سبيل ربها
أو يتنامى على ضفافها الصفصاف والقصب
كي لاتعطني الناي
فالغنا سم الوجود..
في بلاد الياسمين هكذا تكرم
الطيور
والاشجار
والبشر..
في دنيا ثقافتنا
كن فرونكوفونيا
انكلوسكسونيا
ليبراليا حسب نسخة مؤتمر واشنطن
كن اسلامويا
او علمانيا
او هجينا هلميا
او مخنسا قوميا
كن اي شيء
شرط أن لاتكن نبض الهوية
او اصيل المشارب
او صافي الأنساب
مكلا بالنياشين
مطرزا بالشهداء..
حينها..
ترقى إلى النجوم تحفك السيارات الفارهة ولاتتسول الوقود..
لاتحاصر في مكاتبك.بالمخبريين..
لايمنع الاعلام والأصحاب عنك ولايقطع الانترنت ولا التيار..
ولاتقال من مهمتك، تعسفا، نقمة،
فمن قال لك أن تثري الثقافة، او تكن مديرا رائدا..
حين يعزلوه تبكي عليه الجموع..
ألاتعلم انك في بلاد من ضجر..يحسب العطر فيها إثما مبينا…
