إلى فلسطين – بقلم الكاتبة المصرية رشا عبد المنعم

إلى فلسطين
بقلم الكاتبة المصرية رشا عبد المنعم
كنت طفلة وديعة لا أؤذي نملة ولم تعلمني جدتي كيف الطفل يرد صفعة طفل أخر قام بصفعه اولا كانت دوما تلقني درس السماحة حتى صرت طفلة بليدة المشاعر مستسلمة للغزاة واللصوص حتى تحولت إلى شماعة يعلق عليها كل مخطئ خطيئته.
ذات يوم مر لص فسرق الملابس الداخلية لزوج أم أيمن جارتنا حيث كانت تتباهى ببياضهم الثلجي فتنشرهم في الصف الأول من حبل الغسيل ولا تخجل من الفتوق التي كانت تنتشر في أنسجتهم دلالة على فقر العقل والحال ،ظلت تصرخ ام أيمن؛
لقد سرقوا ملابس زوجي فكيف يخرج للعمل الآن؟ ثم تنادي على أبي بصوت أجهشه البكاء شاكية له مني ظنا منها أنني من ارتكب جريمة السرقة فيوقظني ابي من نومي ليأمرني برد ما قمت بسرقته وأنا اقسم له بالله مافعلت هذا ولكنه لم يصدقني ويجتمع جيراننا فوق رأسي يطالبونني بإخبارهم الحقيقة مجيبة على السؤال ؛
أين أخفيت ملابس أبو أيمن الداخلية ؟ لم أعرف الإجابة على هذا السؤال لأنني لم اقم بالفعل ذاته ولكن تحت ضغط فكرت فقلت لهم نعم أنا التي سرقت الملابس الداخلية لأبو ايمن وقد وضعتهم في جحر عميق بأرض فلسطين
فعليكم أن تأتوا معي كي نخرجهم إن كنتم تريدون فتفرق الجميع من حولي وتقهقروا في كل إتجاه وأكملت أنا نومي ،