
*اصنع سعادتك بنفسك*
كتب /أشرف ماهر ضلع
بينما كانت الطائرة على وشك السقوط، وبعد أن تحدث الطيار بصوت حزين ونفس متقطع: *استعدوا للاصطدام!*
يقول أحد الركاب والذي انخلع قلبه، واقشعر جلده، ويدعى *(ريك إلياس)* وقد أشرف على الموت،
كل شيء تغير في دقائق معدودة ! لقد ظهرت لي لحظة من المشاهد منها:
*الأمنيات المؤجلة والأصدقاء الذين أتمنى مقابلتهم*!
*والأشخاص الذين أخطأت بحقهم وأود الاعتذار لهم*!
*وأسرتي التي كنت أتمنى قضاء وقت أطول معها*!
*والأوقات التي ضيعتها على أشياء غير مهمة!*
*وأيام الهجر المؤلمة مع زوجتي*!
*وساعات الجدل على القضايا التافهة*!
*وبعد هذا أراد الله له النجاة؛* فهبطت الطائرة بسلام في أحد الأنهار! فكان هذا الموقف منحة من الله لصاحبنا لكي يرى المستقبل ويبصر الحقيقة، *وأن تمتد حياته لكي يصحح المسار ويحيا من جديد*!
*ياأحبة فهل نحن محتاجون لنقترب من الموت*، أو *نلقى مصاعب*
*لكي نتحرك ونتغير!*
*أحيانا يكون الحديث عن (الموت)* *إيجابيا*؛
*فربما كان طوق النجاة والدافع الأكبر لتغيير الأمور*
*إن من المهم التعلم مما ندم عليه الآخرون والاعتبار بتلك المواقف حتى لا نتذوق نفس الكؤوس المرة التي تذوقوها!*
ولن أنسى ما حييت كلمة ذلك العاقل وكانت في ثنايا نصيحة له لشخص *يحثه على حل خلاف مع اخيه* حيث قال: أما أن تسبقه أو أن يسبقك؛ فإن سبقته بالصلح فاجعله يذكرك بخير،
وإن سبقك بالصلح فقد أعفيت نفسك من حسرات الندم!
*فلا تتطاول على الدنيا ولا تبارزها فهي أطول نفسا منك وأشد صلابة منك*
! *فمن أذيته ومن سلبته حقه
ومن انتهكت عرضه
ومن جرحت شعوره
ومن أحببته ولم تعبر له عن حبك
ومن أسدى لك معروفا ولم تشكره
ومن له حق عليك وما أكرمته
ومن كسرت قلبه
كل هؤلاء لن يعمروا وأنت كذلك
وربما لن تسنح لك الفرصة لفعل الصواب أو لإصلاح الأمور فكلاكما إلى نهاية الموت وقد تكون دون مؤشرات ولا مقدمات!
البشر مع كثرة الأشغال وتزاحم الارتباطات
ومع (طاحونة) الحياة يتلاشى عن وعيك سبب قيامك بهذا العمل أو عدم قيامك بذاك !
خذ من الناجحين استراتيجية يعملون بها، ألا وهي استراتيجية (التحسين المستمر)
حيث يتوقفون بين فترة وفترة
كما يعمل التاجر سنويا للمراجعة والجرد
وهؤلاء الناجحون يتوقفون عند عادة سلوكية أو فكرية ويراجعونها ويعيدون ترتيب الأوراق وضبط الأفكار وتحسينها
وإعادة صياغتها قد آمنوا بأن خير هدية يهديه الإنسان نفسه هي
*تهذيب عقله وتطوير الأفكار!
اتخذ قرارك الآن مهما كان عمرك اتخذه بتحسين حياتك وإجراء تعديلات على توجهك الفكري وعاداتك اليومية ولا تنتظر مرضا أو فقدا أو كارثة لتقوم من سباتك العميق!