اعتقال طالب بسبب فيديوهات.. يعيد التوترات إلى السويداء

اعتقال طالب بسبب فيديوهات.. يعيد التوترات إلى السويداء
كتب أشرف ماهر ضلع
منذ يومين تتواصل التوترات الأمنية في محافظة السويداء جنوب سوريا على خلفية احتجاز عناصر من القوات الأمنية في المحافظة التي تقطنها أغلبية من الطائفة الدرزية، بهدف الضغط على السلطات لإطلاق سراح طالبٍ جامعي ينحدر من المحافظة كان قد تمّ اعتقاله في 12 شباط/فبراير الماضي بمدينة اللاذقية.
فيما عززت القوات الحكومية مواقعها بعد ساعاتٍ من تمكّن مجموعات محلّية في محافظة السويداء أمس الخميس من احتجاز ضباطٍ وعناصر من الجيش والأمن تمّ الإفراج عن بعضهم لاحقاً ، مقابل حصول عائلة داني عبيد الطالب الجامعي المعتقل في اللاذقية منذ أكثر من شهرين، على وعود بالإفراج عنه في بداية الأسبوع المقبل.
وقال ريان معروف رئيس تحرير موقع “السويداء 24” الإخباري لـ “العربية.نت” إن “داني يبلغ من العمر حوالي 20 عاماً وقد فضّلت عائلته عدم الإعلان عن اعتقاله في البداية، لكنها كشفت عن ذلك مؤخراً بعد معرفتها بتعرّضه للتعذيب”.
كما أضاف أن “فصائل محلية احتجزت أمس عدداً من الضباط والأمنيين في المحافظة على خلفية استمرار اعتقال الطالب الجامعي، لكنها أطلقت سراحهم لاحقاً بوساطة أهلية بعد تسليمهم لعائلة عبيد”، لافتاً إلى أن “رئيس دائرة الهجرة والجوازات في السويداء منار محمود من بين المفرج عنهم مع ضباطٍ آخرين”.
وعود لعائلته
ولم يتمّ إطلاق الشاب العشريني حتى الآن وسط وعود قُدِمت لعائلته بالإفراج عنه مطلع الأسبوع المقبل عقب انتهاء العطلة الأسبوعية، وفق ما أفادت لـ “العربية.نت” مصادر من السويداء.
كما أشارت المصادر المحلية إلى أن القوات الحكومية أرسلت 60 عنصراً إضافياً على الأقل إلى المحافظة من قوى الأمن الداخلي، حيث وصلوا إلى فرع المخابرات الجوية.
صور وفيديوهات على هاتفه
إلى ذلك، عززت القوات الحكومية في المحافظة مواقعها بمزيد من الأسلحة المتوسطة تخوفاً من تفاقم التوترات الأمنية على خلفية استمرار اعتقال الطالب الذي اُتهِم بـ “النيل من هيبة الدولة”، عقب العثور على مقاطع فيديو وصور في هاتفه كان قد شاركها واُتهِم على إثرها بالإساءة لسمعة الرئيس السوري بشار الأسد لاسيما أن تلك المقاطع تعود لتظاهرات السويداء المناهضة للأسد.
فيما كشفت مصادر محلّية “للعربية.نت” أن الفصائل المسلّحة ربما تقوم باحتجاز عناصر آخرين من القوات الحكومية إن لم تفِ السلطات بوعودها وتفرج عن داني عبيد الذي تمّ اعتقاله بالبداية في المدينة الجامعية باللاذقية من قبل فرع الأمن الجنائي قبل أن يتمّ نقله لاحقاً إلى الأمن السياسي.
وأظهرت صورتين لضبطٍ قضائي حصلت عليهما “العربية.نت”، اتهام عبيد بالنيل من “هيبة الدولة”، لمتابعته حساباتٍ معارضة ونشر صور ومقاطع فيديو تقول السلطات إنها تسيء إلى “سيادة الرئيس”.
يشار إلى أنه سبق أن شهدت السويداء توتراتٍ مماثلة على خلفية اعتقال ناشطين، إذ تضغط الفصائل المحلية على القوات الحكومية مع اعتقال أبنائها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة خارج المحافظة.
ومنذ اندلاع الحرب السورية نأت السويداء بنفسها عن المشاركة في العمليات القتالية بعد رفض وامتناع الآلاف من شبانها عن الالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية التي تفرضها دمشق على كلّ شابٍ أتمّ الثامنة عشرة من عمره.