شعر و ادب

الأديبة هويده عبد العزيز قراءة في نصوص   بقلم الأديب والناقد مجد الدين سعودي. المغرب

الأديبة هويده عبد العزيز قراءة في نصوص   بقلم الأديب والناقد مجد الدين سعودي. المغرب

الأديبة هويده عبد العزيز قراءة في نصوص

بقلم الأديب والناقد مجد الدين سعودي. المغرب

 

( (حاجتها إلى ذهنٍ صافٍ، متقدٍ، لا يُثقله صخب الحياة، يدفعها إلى احترام نصوصه

ا* استهلال

هويده عبد العزيز…

‎مديرة التحرير الأدبي بجريدة مصر العصرية سابقا‎.

محررة سابقا بالجازان نيوز‎.

عضو مؤسس لجريدة الخبر و صدى الأمة‎.

عضو مؤسس في مركز الثقافة والإبداع‎.

عملت محررة بالعربي اليوم سابقا‎.

مؤسس الملتقى العربي للأدباء‎.

مديرة فن القصة الومضة سابقا‎.

مؤسسة رابطة أدب المرأة والطفل‎

كاتبة وقاصة من مصر الشقيقة.

الأديبة هويده عبد العزيز، مفرد بصيغة الجمع، تكتب في عدة أجناس أدبية عبر لغة شفافة

قوية ومتشبثة بأفكارها ومحترمة لآراء الآخرين.

1-من ومضاتها:

في ومضاتها حكم ودروس، لهذا تلح على الاحترام والتقدير

(الاحترام والتقدير هما المعول الذي تُبنى به العلاقات الراسخة، فإذا غابا، انهار البناء، مهما بدا صلبًا في ظاهره)

وبعين ناقدة متبصرة ومطلة على المستقبل:

(تكمن مأساة الوعي العربي في تشبثه بأطلال مجده الغابر، غافلًا عن واقعه المتغير، مرتابًا من غدٍ لا يُبصر فيه بصيص أمل) 1

وبلغة كونية وطعم إنساني.

(والله إنّي لأخافنّ في الله أن أحقِرنَّ نملةً، فلربما كان لها في قومها شأنٌ عظيم، فكيف بإنسانٍ من لحمٍ ودمٍ؟)1

ومضات حكيمة نابعة من أديبة تحترم نفسها والآخرين، ولهذا تأتي قوية

 

2- في رحاب سردها

بأسلوب فصيح ولغة قوية، تكتب قصصها مختصرة ودون تنميق أو تمطيط، في قصة (انبعاث)، تنبعث النبتة بقوة الإيمان والثقة:

(نبتت من عتمة صخرٍ لا حياة فيه، تبحث عن شقّ من نور، وحين أوشكت أن تذبل، حطّت عليها فراشة، تشبه المعجزة

ارتفعت النبتة، لا لأنها قوية… بل لأن أحدهم آمن بها) 1

الحكي عندها متعة واستخلاص الدروس، ولغة مكثفة تعبر في سطور، و(خير الكلام ما قل ودل) عن نفسيات ومشاعر جياشة: (تمنيتُ لو كان صوتك قنينة ماء، أحمله معي؛ كلما عطشتُ، ارتويتُ) 1

 

3- في رحاب متونها الشعرية

في قصائدها، بوح قوي، تمرد ومواجهة، لأنها (عصية على الفهم)، كما جاء في قصيدة تحمل نفس العنوان :

(يقول عني،

امرأةٌ خطرة

بل أخطر النساء.

وأنّ أخطر النساء

لا من يحملن النور

بقلوبهن

بل من يُجدنَ الاختباء.

وأن … كل مساحتي

رمادية، تسكنها الأفاعي،

والضباع.

يا حبيبتي،

كل الأفاعي تبدّلُ جلودَها،

أما أفعاكِ

فتقتل دون أثرٍ…

لا سمّ، ولا دماء.

بربكِ)

1….

في (زمن الحنين المقتطع)،

يتقاطع الوقت والشجن والحنين والغياب، بسبب قسوة الفراق

مَا قيمة الوقتِ، يا سيّدي،”

إذا لم يُزَيِّنهُ وجــــــــــهُ فَنَنْ؟

كأنَّ الدقائقَ صارتْ دُهورًا،

ونور عينيكَ إذا لاحَ وَسَنْ

غدا الليلُ كوترٍ حزنٍ عميقْ،

ونامتْ جُفوني عندَ المُنتهى

كأنّي أُسَلِّمُ عمري لغيابٍ ثقيل

ومنذُ افترقنا…يُطرِبني الحنين

ويَعزف قلبي، ويَكتُبُني الشَّجَنْ.)

 

العشق عند الشاعرة تصوف وسفر روحي نحو اللامحدود، فالشاعر بعواطفه الصادقة والحارقة، يكون عشقه مختلفا،

تقول في قصيدة (معنى أن يحبّ شاعر؟) :

(أتعلم يا حبيبي،

ما مأساتي؟

ليست مأساتي أني أحبك،

بل أن شاعرة تحبك.

وفي الحب…

نحن، معشر الشعراء، لا نُشفى.

هل صادفتَ يوما شاعرًا

لم يمت شوقًا

بين تباريح الصمت،

وأهازيج الطيور؟

أو

بين آناءِ الهوى

وعلى أطراف الغيوم

لم يقطر قلبه حبرًا.

ولا دواء له

سوى الغياب، الأحلام،

سوى الوهم اللذيذ…

والمزيد،

المزيد من الجنون.) 1

 

وبلغة الوضوح والمواجهة تواصل في بوح شفيف:

(أنا يا حبيبي عاصفة

أتقنُ الفرّ والكرّ،

وأنتَ فيض من جمال

نهر من حنان

وغيض من هدوء) 1

4- في رحاب عشقها للكتابة

الأديبة هويده عبد العزيز تسكن الكتابة والكتابة تسكنها، وفعل الكتابة عندها مقدس فتقول : :

(معنى أن يوثق حرفك، هو أن يقتطع أحدهم من وقته وجهده ليكون شاهدًا على رحلتك الإبداعية، وكأنّه يقول لك: لستَ وحدك في هذا الدرب. أنا معك قلبا وقالبا) 1

الكتابة إشراق واحتراق معا:(في مثل هذا اليوم، احترق قلبي، كما احترقت دهشته الأولى، حين اكتشفَ أنني لستُ سوى امرأة من ورق، أمضي بين صحائف الزمنِ بصمتٍ جارفٍ وحبرٍ يغتالُ بياضَ ما تبقّى منها.

ومنذ ذلك اليوم، أصبحتُ أتساءل

في دهاليز الكتابة:

أيُّنا أكثرُ خوفًا من الآخرِ؟

أنا أمُ الكلماتِ التي تخلعُني كلما نطقتها؟) 1

ولهذا تراجع نصوصها دائما

:

(النجاح ليس شهادةً تُعلَّق على الجدار، بل دفعةٌ للأمام، ودعوة صريحة للتعلّم والتطوّر. وقد آن الأوان لنفض رماد التسويف عن نصوصٍ لم أهجرها إهمالًا، بل احترمتُ حاجتها إلى ذهنٍ صافٍ، متقدٍ، لا يُثقله صخب الحياة…) 1

خاتمة

الحديث عن تجربة الأديبة هويده عبد العزيز طويل ومشوق، لكن حاولنا قدر الإمكان القيام بإطلالة حول تجربة متميزة تستحق الدراسة والنقد والتشريح معا.

*** إحالات

1 ما بين الأقواس كتابات للأديبة هويده عبد العزيز

***تعقيب الأديبة :

جزيل الشكر والتقدير للأديب والناقد مجد الدين سعودي على هذه القراءة الواعية والعميقة،

التي أراها مدخلاً راقياً لفهم نصوصي ورؤيتي الإبداعية

لقد كان انتقاءك للنصوص دالًا على ذائقة نقدية فريدة، ورهافة في التلقي تنم عن حسّ أدبي مرهف

أما تجنّب الإطناب والتكلّف، فقد جعل قراءتك مرآة صادقة لتجربتي، تعكس جوهرها دون مبالغة أو ادّعاء

ممتنة لهذا الاحتفاء النبيل، ولحضورك الكريم الذي أضاء الحرف والكلمات بمحبّته وتقديره الأدبي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى