الأديب سليمان الصدي في حوار أدبي

الأديب سليمان الصدي في حوار أدبي
محمد خالد الخضر
الأديب سليمان الصدي يكتب في مختلف الأجناس الأدبية ومنها الراوية متمسكا بالبنيات الفنية والانتماء إلى وطنه برغم الاغتراب إضافة إلى حرصه على العاطفة الصادقة ورصد الواقع .
وفي حديث لسانا قال الصدي : الرواية فن السرد والإغراق في التفاصيل وكتاباتي ترجمة لأحداث ومواقف حدثت معي بصورة أدبية يسعفني أسلوب السرد في التعبير عنها فضلاً عن أنها قد احتلت مكانة مهمة في عصرنا الحالي فهي ديوان العرب في القرن العشرين وتقوم على السرد المتداخل بالوصف والحوار وهي معبِر جيد عن مشكلات عصرنا الراهن وواقعنا العربي فهي بطبيعتها تميل إلى السرد والتفصيل.
وتابع الصدي حين أكتب أنهل من معيني الثقافي الذي غذيته بقراءاتي المتعددة من أن كنت يافعاً وهي قراءات تتعدد مشاربها ما بين الأدب العربي القديم والحديث والمعاصر والأدب الغربي ومما لا شك فيه أن هذا المخزون القرائي سيساعدني حين أقدم أفكاري على الورق وقد سخرته في كتاباتي التي أخذت وجهات متعددة ما بين قصيدة النثر والخاطرة، والمقالة الصحفية والرواية لافتا إلى أن أي كتابة تتخلى عن الأصالة كتابة ناقصة وأية كتابة تقف موقفاً معادياً للمعاصرة كتابة غير مجدية لذا يجب الجمع بين الطرفين للوصول إلى مرحلة التكامل.
وبين الصدي أن الرواية مجال معبر عن هموم المجتمع وقضاياه وقد رافقت الرواية الحرب منذ القديم لكن في الحرب الكونية التي شنت على سورية لم أر أن الرواية السورية قد ارتقت إلى مستوى هذه المرحلة الصعبة من تاريخ بلدنا.
و بحسب الصدي للرواية حضورها الواسع على الساحة الأدبية وهي موجودة بالتوازي مع أنواع أدبية أخرى يضاف إليها جنس الشعر بأنواعه المختلفة وقد استمر ألقها إلى القرن الحادي والعشرين على الرغم من ظهور أنواع حديثة كالقصة القصيرة جداً وقصيدة الومضة لكن يبقى للرواية وقعها الخاص.
وأوضح الصدي الكتابة ناجمة عن المعاناة وحين أرى حجم معاناة بلدي أشعر بفيض يتدفق في داخلي يحتاج إلى أن أفرغه على الورق يضاف إلى ذلك أنني حين أكتب يكون القارئ حاضراً في ذهني وأرغب بشدة في ان يشاركني رؤيتي وهواجسي.
وأشار الصدي إلى أن النقد الذي يعول عليه هو النقد الأكاديمي الذي يقوم على رؤية ما سكت عنه الأديب لا ما قاله وهو النقد الذي يغني النص الادبي وأنظر إليه على أنه حالة إبداعية موازية للحالة الإبداعية الأصلية يغنيها وينيرها، ويكشف خباياها أما النقد الانطباعي القائم على الإشادة فهو حالة تكريمية لا يعول عليها وهنالك أقلام نقدية جادة في بلدي وقادرة على الغوص في أعماق النصوص لكشف مجاهيلها.
وختم الصدي الثقافة حاجة عليا وغذاء للروح والمثقف مسؤول وعليه واجب يجب أن يقوم به والثقافة في هذه الحرب الكونية على بلدنا كفاح ونضال يستعملان الفكر لا السلاح، فتشتد حاجتنا إلى إعلاء خطاب التسامح مقابل خطاب الإلغاء والإقصاء والتطرف الذي انتهجته الجماعات التكفيرية وهذا واجب على المثقف ونضال المثقف من أجل قضية شعبه لا بدّ وأن ينطلق أولاً من صدق عاطفته تجاه الوطن والشعب وإلا فإنه نضال أجوف لا يستحق الاحترام وفي مراحل كثيرة يغدو عامل هدم لا ركيزة بناء.
يذكر أن الأديب سليمان الصدي مغترب متمسك بقضايا وطنه والدفاع عنه وكتب في العديد من الصحف والدوريات المحلية والعربية والعالمية ومن مؤلفاته كتاب تراتيل لعينيك خواطر اغترابية والثاني بعنوان من أوراق الحياة مقالات في الحب وتحديات الرجاء ورواية بعنوان رائحة التفصيل طبع مرارا.