مقالات

الإقليمي المقطوع.. كيف تحوّل شريان مصر الحيوي إلى عنق زجاجة خانق؟

الإقليمي المقطوع.. كيف تحوّل شريان مصر الحيوي إلى عنق زجاجة خانق؟

الإقليمي المقطوع.. كيف تحوّل شريان مصر الحيوي إلى عنق زجاجة خانق؟

 بقلم: محمود سعيد برغش

 

في مشهد متكرر من التخبط المروري، تحوّل الطريق الإقليمي من “شريان ذهبي” يربط المحافظات إلى “عنق زجاجة” خانق، بعدما فوجئ المواطنون بقرار إغلاقه فجأة، بدعوى تنفيذ أعمال صيانة وتحسينات، دون أن تكلف الجهات المعنية نفسها عناء توفير بدائل حقيقية أو تحذير مبكر للسائقين.

 

قرار صادم.. والفوضى تبدأ

 

منذ صباح الثلاثاء 8 يوليو، استيقظت حركة المرور على وقع قرار غلق الطريق الإقليمي لمدة أسبوع كامل بحجة “رفع الكفاءة”، لتبدأ معها موجة من الفوضى الميدانية.

 

وبين إصلاحات للبوابات، وتركيب رادارات، وتجديد طبقات الأسفلت، وتعزيز الحواجز الخرسانية، ضاع المواطن بين زحام خانق ومصير مجهول، إذ لم يُعلن عن أي خطط بديلة أو مسارات احتياطية تنقذ الموقف.

 

مقاولون غائبون.. والمشهد غامض

 

المشهد الميداني لا يبشّر بالكثير من التفاؤل؛ فبينما أعلنت الشركة الوطنية للطرق بدء الصيانة على قطاع المنوفية الممتد 55 كيلومترًا، إلا أن المواطنين لاحظوا تباطؤًا لافتًا في وتيرة العمل، مع غياب العمال والمعدات، ما زاد المخاوف من تأجيل متوقع لإعادة فتح الطريق.

 

طرق بديلة؟.. العنوان: الفوضى

 

لجأ السائقون إلى الطرق البديلة، لكن سرعان ما تحولت إلى كمائن مرورية، خصوصًا عند مداخل المراكز مثل منوف والباجور، حيث ارتفعت حدة الزحام، واشتعلت أجرة المواصلات، وسط غياب الرقابة وتزايد الحوادث.

 

من يدفع الفاتورة؟

 

في مشهد يعكس غياب التنسيق، يدفع المواطن وحده الثمن؛ بين طرق عشوائية، وأزمات خانقة، وساعات من الانتظار، وارتفاع تكلفة النقل، دون أي اعتذار أو حلول حقيقية.

 

نداء عاجل: الشفافية أولًا

 

حين يُتخذ قرار بهذا الحجم، لا بد من مكاشفة الرأي العام، وإعداد خطة بديلة تشمل طرقًا آمنة ومنظمة، مع تحديد توقيتات دقيقة ومعلنة، بدلًا من سياسة “الأمر الواقع” التي يدفع ثمنها المواطن البسيط.

 

الملف مفتوح.. والسؤال قائم

 

الكرة الآن في ملعب شركات الطرق والجهات التنفيذية، فهل تفي بوعودها وتعيد فتح الطريق في موعده؟ أم تستمر المعاناة، ويُضاف الطريق الإقليمي إلى قائمة الأزمات الممتدة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى