الاتحاد الدولي للمثقفين العرب يستضيف الشّاعر الدكتور بابكر عطيّة ببرنامج حديث الأسبوع الثقافي

الاتحاد الدولي للمثقفين العرب يستضيف الشّاعر الدكتور بابكر عطيّة ببرنامج حديث الأسبوع الثقافي
كتب – علاء حمدي
استضاف الاتحاد الدولي للمثقفين العرب برئاسة سمو الشيخة نوال الحمود الصباح ، الشّاعر الكبير الدكتور بابكر عطيّة في برنامج الأسبوع الثقافي والذي تقدمه الإعلامية ندي وردا اوراهم
وفي بداية اللقاء رحبت الإعلامية ندي وردا اوراهم بضيوف البرنامج و متابعينه الأعزّاء في هذا البرنامج الثّري. أهلاً وسهلاً بكم.. سهرة ماتعة أتمنّاها لكم، كما نرحّب بضيفنا الأديب و الشّاعر الكبير الدكتور بابكر عطيّة. أهلاً و مرحباً بكم أستاذي الكريم.
أهلا وسهلا بكم أحبتي، في هذا الرحاب الثر، وشكري وتقديري للأستاذة وردة، التي رأت استضافتي، لتكشف عن بعض الجوانب من شخصيتي الإنسانية أولا، والثقافية ثانيا، فمرحبا بكم في لقاء المحبة والأخطاء..
مَن هو الدكتور بابكر عطيّة الإنسان باختصار؟ و لمَن يكتب؟
-أنا بابكر عطية : هذا الإسم الذي يصعب على الكثيرين معرفة أصله، بابكر هو أبوبكر بلهجة شمال السودان فهم يقولون بابكر الصديق، وربما هو تخفيف لكلمة أبابكر، فهم مولعون بالإيجاز والإمالة كذلك..وانا من الشمال (الأصول) ولكني نشأت في غرب السودان فقد هاجر والدي سنة 1940.ولذلك كانت النشأة بالغرب، حيث الطبيعة الثرة، والثقافة.. فشمال كردفان ذاخرة بموروثها الثقافي والفكري والتراث الأصيل، فمن هذه البيئة تشكلت شخصيتي الإنسانية والأدبية، وكما يقال الإنسان ابن بيئته.. لذلك كنت دائما أكتب للوطن والإنسان..
*لا شكّ أنّ بيئة الشّاعر أو الأديب تلعب دوراً مهمّاً في نوع الكلمة و مدلولها و لها تأثير كذلك على الصّعيد الشّخصي و الأدبي.
حضرتك ابن شمال كردفان (الأُبيّض) في السّودان. ماذا تعني لك هذه البيئة؟ و ما مدى تأثيرها على كلمتك؟
كما قلت كانت البيئة هو المعين الذي نهلت منه، وكانت مدينتي ذاخرة بالمكتبات العامة والليالي الثقافية البديعة، واتذكر وانا مازلت صغيرا أن مدينتي استضافت الشاعر الكبير نزار قباني، وقد فتن بالمدينة ومنتدياتها الثقافية والفكرية، من هذه البيئة نشأت وتكونت شخصيتي الأدبية والإنسانية.
لقد تمّ منحكَ درع الأدب من مؤسّسة الحسيني الثّقافيّة، حيث نلتَ جائزة أفضل كتاب لسنة ٢٠١٩ على مستوى الوطن العربي.
هل لكَ أن تُحدّثنا قليلاً عن هذا العمل المميّز؟
-نعم تم تكريمي في القاهرة بواسطة رابطة الشعراء العرب في مدينة العاشر من رمضان، ومنحت العديد من الأوسمة ومنها درع مؤسسة الحسينى الثقافية، وشهادات تقديرية ومجموعة من دواوين الشعراء الذين شاركوا في التكريم. فلهم التقدير والمحبة. كذلك تم تكريمي لنيلي جائزة أفضل كتاب على مستوى الوطن العربي؛ وهو ديوان دفتر التراب… والذي فاز بالمرتبة الأولى من بين 962 متسابق.
وقد كرمتني الدولة بوسام الإنجاز نظير فوزي بالجائزة، وأيضا كرمتني وزارة التربية والتعليم، كوني معلّم..
لكَ العديد من المؤلّفات في النّحو و البلاغة و تقدّم كذلك العديد من المقالات و الفقرات الأدبيّة فيما يتعلّق بهذا الأمر.
كيف تجد اليوم أدباءنا في هذا المجال؟
و ما هي النّصيحة التّي تودّ أن توجهها لهم و خاصّة المبتدئين منهم؟
-نعم أنا أنجزت للثقافة والأدب مؤلفات قصدت بها الإثراء المعرفي والفكري، عسى أن يستفيد الإنسان من المنتوج المعرفي، لأن الإنسان يتطور بالمعرفة، لذلك أوصي الأدباء وأهل الثقافة
بالاطلاع والقراءة الدائمة في أمهات الكتب والذخائر الفكرية، حتى يرتقي ذوقهم الأدبي والمعرفي.
ما هي جائزة الدّولة في الأدب و التّي فزت بها عام ١٩٩٧؟ هل لكَ أن تّحدّثنا عن هذا الأمر الفريد؟
نعم كان ذلك في مهرجان الثقافة القومي الرابع 1997. وفزت فيها بجائزة المهرجان.. وتم تكريمي مع نخبة من الأدباء، واحتفلت بي الولاية (شمال كردفان). كوني مثلت الولاية ضمن ست عشرةولاية شاركت في المهرجان.
لديك قصيدة رائعة من البحر الوافر تقول فيها:
أعود إلى الديارِ و أبكي حظّي
و هل بكتِ الديارُ على غريبٍ
أعاني في الحياة و ما دعاني
إلى الأيام حبٌ في حبيب”
لماذا يبكي أديبنا حظّه؟ و ما مدى تأثير هذه العوامل النّفسيّة و المشاعر الثّريّة على كلمتك؟
-هذه القصيدة من قصائدي الحديثة، وفيها تصوير لحالتي النفسية مع المرض، والصبر على المعاناة
وهي قصيدة خاصة لها وقع في نفسي : انظري لخاتمتها :
ولكنِّي برغمِ جراحِ عمرِي
ورغم القهرِ والهجرِ الكئيبِ
فعندَ اللهِ فيضٌ مِنْ بهاءٍ
ومن رحماته سرُّ الطبيبِ
لعل اليسرَ يعقبُ كل عسرٍ
يكون النصرُ في الفتحِ القريبِ
*ما هي القصيدة الشّعريّة التّي كتبتها و أنت متأثّر بظرف ما ؟ هل لكِ أن تقدّمها لحضورنا الكرام؟
-نعم قصيدة الرحيل في مواسم الأحزان
كتبتها عقب وفاة أخي، وجاءت ممزوجة بالأسى. وبها بعض الصور المداخلة التي تعبر عن أحوال وانفعالات شتى : أقول فيها :
ورحلتَ وحدكَ يا شفيفَ الروحِ
يا ألقَ الحروفِ الرائعة ْ
وتركتني وحدي أكابدُ
وحشةَ َالسفرِ الطويلِ أجوبُها
طرقَ الهمومِ السودِ محمولا ً
علي رهقِ السنين الموجعة ْ
ورحلتَ لا عهدي القديمَ رعيتَه يوما ً
وما قدرتَ حتّي عشرة َالأيامِ
لا أبديتَ عطفاً ًللعيونِ الدامعة ْ
وأنا الذي لولاكَ ما عبرت ْ
خيالاتُ الضياع ِمشاعري
لولاكَ ما عُرِفَتْ تواريخُ الأسي
لولاكَ ما ظلتْ كؤوساً ً مترعة
ويظلُّ يهربُ من يدي عمري
فلا زهوي القديمَ حفظتُهُ
لا ازدَدْتُ كيلا ًمنْ نميرِالحبِّ والأحلامِ
لا هوّمتُ حتّي للأماني اليانعة ْ
وتظلُّ أنتَ كما عهدتُكَ دائما ًتنأي
وتعلنُ عن رحيلِ العمرِ والأحلامِ
لا ألم الهوي أضناكَ يوماً
لا عرفتَ مواجعَ الألمِ الأليمِ
ولا استبنتَ ملامحَ الحزنِ المقيم ِ
وما قدّرتَ في الإحساسِ حجمَ الفاجعة ْ
وأخذتَ ترحلُ ممعنا ً في الهجرِ
لا ودّعتَ حتّي سِكّة َ الشوقِ القديم ِ
تركتنِي وحدي أصارعُ
لجّة َ الأسف ِ العظيمِ
أغالبُ الحسرات ِوهناً
والطيوفَ المفزعة ْ
وأظلُّ أخصفه التجلدَ صامتا ً
أجترُّ ماضي الذكرياتِ لعلّنِي
بالصبرِ أكبحُ َسوْرَة َ الألم ِ المبرّح ِ
و السنينَ الضائعةْ
سَوْرَة الألم ـ شدته وطغيانه.
لقد مُنحتَ العديد من الأوسمة و أهمّها وسام الإنجاز من رئاسة الجمهوريّة لعام ٢٠١٦.
ماذا أضاف لك هذا الوسام؟ و ما هي المسؤوليّة الملقاة على عاتقك؟
-وسام الإنجاز تكريم نلته من رئاسة الجمهورية وهو أكبر الأوسمة في السودان، وله ما بعده، فهو قلادة شرف، ينبغي للإنسان ان يحافظ على قيمته معرفيا وفكريا، والحمدلله فقد أثمر الوسام، فقد كتب أهل العلم عن تجربتي، فكلية التربية بجامعة كردفان وجهت أحد خريجيها أن يكتب في منتوجي الفكري والأدبي لنيل درجة الماجستير، وكذلك كتب عميد كلية التربية كتابا عن شعراء كردفان، وكنت من بين الشعراء الذين كتب فيهم..وطلب مني أحد الخريجين السماح له بتناول شعري لنيل درجة الدكتوراة.
لديك كتاب بعنوان (تحفة البيان في بلاغة القرآن) و هو عنوان مهمّ للغاية، هل وجدتم صعوبة في هذا النّوع من الأدب و الذّي يربط بين البيان و النّحو ببلاغة القرآن الكريم؟ و لماذا؟
تحفة البيان فى بلاغة القرآن : كان نتاج لتأملاتي للقرآن الكريم : فقد سجلت فيها بعض التأملات البلاغة والنحوية، وهو نتاج اطلاع وتأملات دائمة في كتاب الله الكريم.. وأرجو أن أرفد به المكتبة الإسلامية والأدبية.
في آخر هذا اللقاء، نشكركَ على هذه الجهود المبذولة و نقدّر لكم الوقت الثّمين الذّي كنتم فيه ضيفاً مشرقاً و خفيف الظّل..
كلمة أخيرة تودّ توجيهها إلى متابعينا الكرام و الذّين بدوري أشكرهم على هذه المتابعة و حسن الضّيافة.
في الختام أشكر لك تفضلك باستضافتي لإثراء النشاط الثقافي والمعرفي، واشكر كل المتفاعلين مع هذا اللقاء، الذي أرجو أن أكون قد أثريت ساحته، نحو غد ذاخر بالحب والجمال.. وفقني الله وإياكم لحمل هذه الراية _ راية العلم والثقافة والفكر الإنساني النبيل_. وما التوفيق إلا من عند الله.