التعليم بين التقييم العقابي والتقدير الإنساني: هل حان وقت التغيير؟
التعليم بين التقييم العقابي والتقدير الإنساني: هل حان وقت التغيير؟

التعليم بين التقييم العقابي والتقدير الإنساني: هل حان وقت التغيير؟
كتب أشرف ماهر ضلع
في كثير من الأنظمة التعليمية حول العالم، يُقيَّم الطلاب بناءً على مدى صحة إجاباتهم في الامتحانات، دون النظر إلى الجهد الذي بذلوه للوصول إلى تلك اللحظة. لكن في روسيا، يتّبع بعض الجامعات نظامًا فريدًا في التقييم، حيث لا يحصل الطالب على “صفر” حتى لو لم يجب على أي سؤال. بل يُمنح درجتين من أصل خمسة، كنوع من التقدير لاحترامه لالتزامه وجهده المبذول.
بين العدالة والإنسانية
قد يرى البعض أن هذا النظام غير منطقي، إذ كيف يُمنح الطالب درجة رغم أنه لم يُجب على أي سؤال؟ أليس ذلك إخلالًا بمبدأ العدالة التعليمية؟ لكن في المقابل، يرى آخرون أن التعليم ليس مجرد اختبار لقياس المعرفة، بل هو أيضًا رحلة تتطلب جهدًا وتضحية، ومن حق الطالب أن يُقدَّر على ذلك ولو بالحد الأدنى.
فالطالب الذي يستيقظ مبكرًا، يحضر المحاضرات، يذاكر، ينفق المال على أدواته الدراسية، ويتحمل الضغوط النفسية—أليس هذا في حد ذاته استحقاقًا لدرجة تُعبّر عن احترام إنسانيته؟
التقييم العقابي: هل هو الحل؟
في كثير من الدول، يحصل الطالب على “صفر” إن لم يُجب عن أي سؤال، وهو ما قد يكون محبطًا ويقتل الدافع للتعلم. فهل الهدف من التعليم هو زرع الخوف من الرسوب، أم تحفيز الطلاب على التطور؟ إن التقييم القاسي قد يُشعر الطالب بعدم التقدير، مما يدفعه للابتعاد عن الدراسة، بينما النظام الأكثر مرونة وتحفيزًا قد يجعله يسعى للتحسن بدلًا من أن يشعر بالفشل المطلق.
هل نحتاج إلى إعادة النظر؟
في عالم يتغير بسرعة، قد يكون من الضروري إعادة التفكير في أنظمة التقييم، بحيث تصبح أكثر إنصافًا وتحفيزًا. فالتعليم لا ينبغي أن يكون مجرد حكم بالإعدام الأكاديمي لمن لم ينجح، بل فرصة مستمرة للتعلم والتطور.
قد لا يكون الحل في إلغاء الصفر تمامًا، لكنه بلا شك في إيجاد وسائل تقييم أكثر إنسانية، تُقدّر الجهد وليس فقط النتائج. فهل آن الأوان لنظام تعليمي جديد يُوازن بين العدالة والتحفيز؟