الجهل بالرموز الإسلامية واهتمام الشباب بالثقافة السطحية
الجهل بالرموز الإسلامية واهتمام الشباب بالثقافة السطحية

الجهل بالرموز الإسلامية واهتمام الشباب بالثقافة السطحية
بقلم محمود سعيد برغش
في زمن تتسارع فيه عجلة التكنولوجيا والانفتاح الثقافي، نجد أن اهتمامات الشباب تتجه نحو الأمور السطحية والتسلية أكثر من الجوانب الثقافية والدينية. لو سألت اليوم العديد من الشباب والشابات عن أسماء لاعبي كرة القدم أو الممثلين والمغنين، فإنك ستجد إجابات دقيقة، مصحوبة بتواريخ ميلادهم وإنجازاتهم. لكن إذا سألتهم عن أسماء المبشرين بالجنة، أو أمهات المؤمنين، أو أوائل الداخلين في الإسلام، ستواجه صمتًا محرجًا أو إجابات خاطئة، باستثناء القليل ممن رحمهم الله.
أسباب الظاهرة
1. الاهتمام المفرط بالإعلام والترفيه: الإعلام اليوم يسلط الضوء على نجوم الرياضة والفن، مما يجعلهم قدوة للشباب، في حين يتم إهمال الشخصيات الإسلامية أو التاريخية.
2. ضعف المناهج التعليمية: ضعف التركيز على الشخصيات الإسلامية العظيمة في المناهج الدراسية يساهم في غياب الوعي التاريخي والديني.
3. قلة التوجيه الأسري: غياب التوجيه من الأسرة يترك الشباب عرضة لتأثير الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
4. ضعف الارتباط بالهوية الدينية: العولمة والانبهار بالثقافات الأخرى أدى إلى تراجع الشعور بالفخر بالهوية الإسلامية.
التداعيات
انقطاع عن الجذور: يؤدي هذا الجهل إلى تراجع الارتباط بتاريخنا الإسلامي وهويتنا الثقافية.
ضعف الوعي الديني: الجهل بالرموز الإسلامية الأساسية يعكس ضعف الإيمان لدى البعض وعدم إدراكهم لتاريخ أمتهم.
تشويه القدوة: استبدال الرموز الحقيقية بأيقونات شهيرة في الرياضة أو الفن، مما يؤثر على القيم والمبادئ.
الحل
1. تعزيز التعليم الديني والثقافي: إدخال مواد تعليمية متوازنة تركز على الشخصيات الإسلامية العظيمة في المدارس.
2. دور الأسرة: تشجيع النقاشات الدينية والثقافية في المنزل وربط الأبناء بالتاريخ الإسلامي.
3. استخدام الإعلام الإيجابي: توجيه الإعلام لتقديم نماذج إسلامية ناجحة بطريقة جذابة للشباب.
4. برامج شبابية موجهة: تنظيم ورش عمل ومسابقات تحفز الشباب على تعلم السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي.
ختامًا، المشكلة لا تكمن فقط في الشباب، بل في البيئة التي تُحيط بهم والتي تصبغ اهتماماتهم. نحن بحاجة إلى نهضة ثقافية ودينية تعيد للشباب إدراكهم بجذورهم وتاريخهم، حتى يكونوا على وعي بمن قادوا الأمة إلى مجدها، لا بمن أحرز أهدافًا أو أطلق أفلامًا.