أخبار عربية

الحوار هو السبيل الوحيد للم شمل الأمة ووحدة صفها

: الحوار هو السبيل الوحيد للم شمل الأمة ووحدة صفها

في الحلقة الثانية من برنامج “أمة واحدة” .. فضيلة الدكتور أحمد الحداد : الحوار هو السبيل الوحيد للم شمل الأمة ووحدة صفها

 

كتب – محمود الهندي 

 

أكد فضيلة الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد، عضو مجلس حكماء المسلمين عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء بدبي، إن الإسلام هو دين الحوار والتَّواصل مع الموافق والمخالف؛ لأن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لفهم الآخر، ومن أجل ذلك كان من ركائز الدعوة الإسلامية، كما قال الله تبارك وتعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن} والمجادلة هي الحوار، وقد طبقه النبي صلى الله عليه وسلم، في كل مراحل دعوته مع قومه، ومع مَن يدعوهم إلى الله تبارك وتعالى من غير قومه، وكان من قوله الذي حكاه الله تبارك وتعالى عنه {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله، ولا نشرك به شيئا، ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون} . 

 

وأضاف عضو مجلس حكماء المسلمين، أنه هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب أهل الكتاب، وهكذا كان سائر الرسل عليهم الصلاة والسلام، فما من نبي إلا حاور قومه محاورات لطيفة، لتبصيرهم بالحق الذي جاءوا به من عند الله تبارك وتعالى، ليتبعوه ويهتدوا به إلى الصراط المستقيم، موضحًا أنه إذا كان هذا مع المخالف من غير ديننا، فلا بد أن يكون مثله وأكثر من بل وأحسن منه في الحوار البيني مع الطوائف الإسلامية المختلفة التي تجمعها الشهادتان، وأركان الإسلام والقبلة والإيمان؛ وذلك لأن الله تعالى أراد من الجميع أن يكونوا أمة واحدة على منهج سواء، فهذه هي صفتهم الإيمانية، كنا قال الله تعالى: {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون}، وقال جل شأنه: {وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون}، هكذا كررها ربنا سبحانه وتعالى في موضوعين من كتابه، فوحدتهم من أسس إيمانهم، حتى تتحقق منهم العبادة، ويتصفون بالتقوى .

 

ودعا فضيلته إلى ضرورة العمل على تعزيز الحوار الذي يُزيل الفوارق النفسية بين طوائف المسلمين، ويعطي الطمأنينة للآخر، وهذا ما يسعى إليه مجلس حكماء المسلمين منذ تأسيسه، لا سيما في مؤتمره الأخير الذي كان بعنوان أمة واحدة ومصير مشترك، هذا العنوان يجمع المسلمين، لافتًا إلى أهمية تحويل هذا الحوار إلى واقع مشاهد، لا سيما مع ما تمر به الأمة الإسلامية من تحديات عصيبة، لم تشهد مثلها على المستوى الجماعي، فضلًا عن كل طائفة من طوائف المسلمين، وهذا نداء الله تعالى يقول {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا، وكنتم على شفا حفرة من النار، فأنقذكم منها، كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون لعلكم تهتدون} .

 

ووجه د. الحداد الشكر والتقدير إلى سماحة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، رئيس مجلس حكماء المسلمين على جهوده المباركة، وسعيه الحثيث للم شمل الأمة الإسلامية، وتوحيد كلمتها، وإلى الأمانة العامة لمجلس حكماء المسلمين، التي لا تزال تبذل قصارى جهدها في الأنشطة الرامية لجمع شمل الأمة، وإشاعة السلام في العالم كله، سائلًا الله تبارك وتعالى أن يجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى، وأن يجعلهم على صراط مستقيم دائمًا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى