مقالات
الحياء :بقلم د٠إبراهيم خليل إبراهيم

الحياء
كتب د٠إبراهيم خليل إبراهيم
انتشرت في زماننا هذا سلوكيات وتصرفات مخزية حيث نجد معلمة ترقص مع الرجال في مكان عام وبدون حياء وفنانة أخرى تظهر مفاتنها التي أمر الله بسترها وأخر يرتكب الكبائر ويجاهر بها ولا يستحي من الله تعالى وتعاليم رسولنا الكريم ولا من نفسه والمجتمع فالحياء ياكل غافل هو رأس الفضائل ودليل الإيمان ورائد الإنسان إلى الخير والهدى وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الْحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِخَيْرٍ) وإذا تخلَّق الإنسان بِخُلُق الحياء دلَّ ذلك على حُسْن أدبه ونقاء سريرته وكمال إيمانه قال صلى الله عليه وسلم : ( الْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ)
الحياء يختلف عن الخجل فالحياء منقبة وفضيلة وفيه يترفَّع المرء عن المعاصي والآثام وأمَّا الخجل فإنه منقصة لشعور الإنسان بقصوره أمام الآخرين فلا يُطالب بحقِّه لخجله ولا يقول كلمة الحق لخجله وعلى الجرأة ربَّى أسلافُنا أبناءهم.
الحياء من خُلُقِ الملائكة والأنبياء والإسلام وزينة الأخلاق قال صلى الله عليه وسلم : ( مَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ إِلاَّ شَانَهُ وَمَا كَانَ الْحَيَاءُ فِي شَيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ )
الحياء ياسادة عاصم من المعاصي والمنكرات ويحمل على الاستقامة والطاعة وبدون الحياء يهبط الناس إلى أوحال المعاصي والمنكرات وقد قال الشاعر الحكيم :
وَرُبَّ قبيحةٍ ما حال بينِي
وبين ركوبها إلاَّ الحياء
فكان هو الدواءُ لها ولكن
إذا ذهب الحياءُ فلا دواء
وإذا كان الحياءُ في الرجال جميلاً فهو في النساء أجمل لأنه لها أستر وأكمل قال الله تعالى في الآية 25 من سورة القصص : ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ) أي: مُستحْيِيَة في مشيها غير مُتبخترة ولا مظهرة زينة فهذا يدل على كريم عنصرها وخُلُقِها الحسن فإن الحياء من الأخلاق الحسنة وخصوصاً في النساء.