مقالات

الرزق في العلاقات

الرزق في العلاقات

بقلم: رمضان محمد

في زمنٍ أصبح فيه الوفاء نادرًا، والقلوب متقلّبة كأهواء الطقس، يُصبح العثور على علاقة صادقة رزقًا يُشبه المطر في مواسم الجفاف.
الرزق في العلاقات ليس مالًا يُعدّ، ولا منصبًا يُرتجى، بل هو روح تلتقي بروح، فتُضمد بها ندوبك دون أن تنطق، وتحنو عليك دون أن تطلب.

هو ذاك الذي يُشبهك… لا ملامحًا، بل نبضًا.
من يفهم سكوتك، ويحتوي تقلباتك، ولا يُقصيك من قلبه إن ضلّت خطواتك يومًا.
من يُمسك بك لا لأنه لا يجد سواك، بل لأنه يرى فيك كل ما يفتقده في غيرك.
هو ذاك الذي لا ينظر إليك بعين المقارنة، بل بعين الامتنان لأنك في حياته.

العلاقة التي يُكتب لها الخلود، لا تبنى على عاطفة عابرة، ولا على مظاهر زائلة، بل على معدن أصيل لا يصدأ، ووفاء لا يتبدّل بتبدّل الأحوال.
أن تجد من يحبك كما أنت، دون شروط ولا أقنعة، من لا يُرهقه اختلافك، ولا تُصيبه الملل من تكرارك، من يرى أنك تستحق أن يُقاتل لأجلك لا ضدك — فتلك نعمة لا يهبها الله إلا لمن علمت قلوبهم الصدق.

الرزق الحقيقي… أن تجد من تلمع عيناه حين يراك، حتى وإن امتلأت تجاعيدك بالحكايات.
أن تجد من لا يبدّلك، مهما تغيّر فيك الشكل أو تبدّلت الظروف.
أن تجد من يحبك بروحك، لا بملابسك، ولا مكانتك، ولا ما تملكه.
من يراك بيتًا، وطنًا، وملجأ لا مأوى بعده.

فاحفظوا من كان معدنهم ذهبًا لا يصدأ، ومن تمسّك بكم في عزّ فتور الدنيا.
وإياكم أن تظلموا الحب بسبب من لم يعرف كيف يحب.
فالمشكلة لم تكن في الحب، بل فيمن انتحل اسمه دون أن يُجيده.

الحب الصادق رزق، والقلوب الوفية كنز… فمن رزق قلبًا كهذا، فقد رُزق من الخير ما لا يُشترى ولا يُعوَّض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى