شعر و ادب

السر

السر

عمر محفوض

خبأتُ سِرِّي فِي رُكَامِ فُؤادِي
وَرهَنتُ أَشواقَ الهوى لِسُهادِي
أبكي كَطفلٍ لَا يُعلَّلُ دمعهُ
إِن “ضَرَّهُ” ضررٌ مِن الحُسَّادِ
أَبكِي كمئِذنةٍ تزفُ شَهيدَهَا
كَكنِيسةٍ تَغدُو بِلَا مِيلَادِ
أُضحِي وأُمسي كُلَّ يَومٍ بَاكِياً
ويهل دمعي فوقَ كلِّ وِسادِ
وفجيعتي تصحو بوجهٍ ضاحكٍ
وكأنها تصحو على الأعيادِ
عبثَ الفراقُ بحبِنا وأماتَني
وَأَقامَ في الليلِ الطويلِ حِدادي
جاءتْ مُعللتي بوجهٍ عابسٍ
جَمرٌ بَكفيهَا بغىٰ إيقادِي
وتقولُ لي يا بلسمي ومعذبي
إني مفارقةٌ بلا ميعادِ
قلبي يناشدها كفى لا ترحلي
نادى وما من مسعفٍ لمنادِ
رحلتْ ودمعتها تهل بمقلتي
برقٌ ورعدٌ قد أصابَ فؤادي
سالت دموعي في الفراقِ كأنها
سوطٌ وخافقها غَدَا جلادِي
واللهِ تَأخُذنِي إِليكَ مَحَبَّتِي
فَأَصِيرُ جَمراً في حُقولِ رَمَادِ
أنسى بأني ابن ليلٍ حالكٍ
شلالُ آلامٍ ونبع سوادِ
لكنَّ قلبي مِلكُ حبٍ أحمقٍ
يرمي الخطيئة كلها بالوادِي
ويعودُ للحبِ الذي عَانَىٰ بِهِ
ويعودُ للفوضى بكلِّ عنادِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى