سياسة و اقتصاد

السياسات التي اتبعتها المنظمات اليهودية حول التضامن العالمي والدعم اليهودي

السياسات التي اتبعتها المنظمات اليهودية حول التضامن العالمي والدعم اليهودي

حوار مع الدكتور أحمد عثمان أجرت الحواردكتورة أسماء لاشين

“” لاسلام
خارج فلسفة
الحق
الفيلسوف
آلان رونوا “”

“” إن إستعادة النزعة
الإنسانية المفقودة
للشعب الفلسطيني
لن تتأتى
إلا بفهم الآخرين
المستبدين
بكل
ماهو إنساني””

المفكر الدكتور
محمد العبادي

مراكز القوى اليهودية المؤثرة بالقوى الخمس
الكبرى
Centers Of Jewish Power Yhe Five Major Power
Influencing

يشهد اليهود اليوم عبر العالم أكثر حقبة ذهبية وتاريخية من خلال زيادة تمدد قوتهم عبر الكوكب نتيجة رواج ثقافة التضامن اليهودي. ولا تتطرق الدراسة هنا الى دولة اسرائيل ولا الى سياساتها، بل إلى امبراطورية التضامن العالمي بين اليهود والتي كونت شبكة تعاطف عالمية بين أجيال اليهود السابقين وجيل الشباب منهم. اذ زاد دعم منظمات يهودية كثيرة لملايين الشباب اليهودي عبر العالم
في التعليم والأعمال، ومن بوابة الاقتصاد والاستثمار وتفريخ فروع للشركات في العالم وبأسلوب دعم المبادرات الشبابية والابتكار نجح اليهود في تحقيق ثروات فاقت ثروات كل الدول العربية.

عن هذه السياسات كان لنا حوار مع المفكر الدكتور أحمد عثمان
استاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية ووزير العدل
مرحبا بك دكتور عثمان وبداية ابدأ معك بالسؤال عن

ماهية السياسات التي اتبعتها المنظمات اليهودية حول التضامن العالمي بين الأجيال السابقة والمتلاحقة من الشباب والتي كان النجاح في سياسة التأثير عليهم ؟!

الإجابة- قبل البحث في تأثيرات مراكز القوى اليهودية بالقوى الخمس الكبرى . نشير هنا إلى نقاط هامة كان لها النجاح في سياسة التاثير و تتمثل ب :

1ّ- إتباع أثرياء اليهود سياسة التضامن مع يهود العالم الفقراء ومتوسطي الوضع
المعيشي من خلال الزيادات الدورية للمساعدات الإنسانية التي باتت تتجاوز 9 مليارات سنويا

2 – توسيع دائرة التضامن مع ساسة الدول

3 – الدعم المالي واللوجستي للشباب اليهودي لمتابعة الدراسات من المراحل الدراسية الأولى وحتى الدراسات الجامعية العليا .

4 – إيلاء الأهمية للأطفال اليهود بتخصيص مساعدات مالية للأسر المحتاجة تتراوح ما بين 500 إلى 2500 دولار شهريا ووفق تعداد ووضع الاسرة

5 – إتباع سياسة التمدد الإقتصادي العالمي وفي غالبية دول العالم في عالم المال والمضاربات والتكنولوجيا والاتصالات والإعلام والصناعات بأنواعها وسوق الطاقة والصناعات والعسكرية والمجوهرات والموضة والحلويات و….

6 – مساعدة وتمكين الشباب اليهودي المتوسط والفقير بالدخول للبوابات الاقتصادية العالمية تمهيدا لإدخالهم المستقبلي بأندية الاثرياء وبشكل تدريجي ومحدودية للعدد سنويا

7 – جعل راتب اليهودي مستقبلا في أي مكان يتواجد فيه الأول عالميا . بحيث بات دخل اليهودي الشهري في أميركا وأيا كان وضعه الإحتماعي الأعلى دخلا

8 – المساهمة في التبرعات الإنسانية للدول عن طريق جمعياتها الخيرية وتخصيص 45 % من تبرعاتها للجمعيات الخيرية بالجمعيات اليهودية بحيث تبلغ تبرعات الاثرياء اليهود للجمعيات الخيرية اليهودية في كل دول العالم أكثر من 26 مليار دولار سنويا

من الإشكاليات الأساسية التي يواجهها العقل العربي إشكالية تصنيف إسرائيل، فالصهيونية تعرف نفسها بأنها القومية اليهودية، وأنها الحركة التي تدعو إلى عودة اليهود إلى أرض أجدادهم لتأسيس دولة يهودية خالصة يمكن للهوية اليهودية أن تحقق ذاتها فيها، ويمكن استئناف التاريخ اليهودي فيها. فالصهاينة يضعون الصهيونية في سياق يهودي خالص، كجزء مما يسمونه “التاريخ اليهودي” الذي يعبر عن “الوحدة اليهودية

السؤال الثاني
حددت دراسة بعنوان “إسرائيل على مشارف القرن الـ21” الصادرة عام 1988م عن معهد “فان لير” الإسرائيلي في القدس والمتخصص في الدراسات الإستراتيجية، حددت الغايات والأهداف القومية لدولة إسرائيل على النحو الآتي :

– تكاتف جهود يهود العالم لتحقيق الأهداف القومية الممنهجة للهوية اليهودية كقوة إقليمية عظمى في المنطقة ولإبعاد فكرة الشتات اليهودي التي نزعت عنهم صفة الأمة
وإتباع كل الوسائل حتى اللاقيمية واللاأخلاقية واللاإنسانية لتحقيق الحلم اليهودي المختلق ووللغزو الفكري العالم العربي والإسلامي لمواجهة الإبداعات القرآنية التي عرت أساليبهم ولتنمية فكر الإستخدام من خلال بلورة الفكر اليهودي الحديث الجامع ما بين الدين والسياسة بإعتماد المقاييس المادية اللاطبيعية والمزورة تاريخيا ودينيا وواقعية و البعيدة عن الفكر الإيماني الحقيقي وببلورة “” عقيدة توراتية مختلقة تهدف في مراحلها الأولى لإستراتيحية “” قطع كبرياء الفلسطينيين – وأن كل الأراضي في باقي الأمم اليهود بإنتظار المخلص “”” التي بلورها حاخامات اليهود ونسبوها لسفر زكريا – العهد القديم – إصحاح رقم 9ّ ّ
– وبحيث يكون لكل يهودي 2820 من غير اليهود اللذين خلقهم الله على هيئة إنسان ليكون ال 3820ّ من غير اليهود في خدمة به.دي واحد كما ورد في “” شرح الكنز المرصودة قواعد التلمود لروهلنج “” وهو ما أكده السيناتور جاك نتي لمؤلفه القرارات السرية للأخطبوط الصهيوني وخيوط المؤامرة لإبتلاع فلسطين.

السؤال الثالث
لا شك أن هناك تحديات أشد خطراً وفتكا بالأمة الإسلامية وهو الخطر اليهودي وما نتج عنه من غزو ثقافي وإعلامي وتكاثف للجهود. في مسارات عديدة لخلخة القيم .
ما هو تفسيركم لذلك دكتور عثمان وما هي تلك المسارات ؟!

9.الاجابة – تكاتف الجهود اليهودية لبلورة الفكرة إليهودية على أرض الواقع أتخذت مسارات عدة منها على سبيل المثال لا الحصر :
ا – الدعوات الفردية .التي تمثلت بدعوة كل من :
1″”ّ – اللورد شافتسبري 1838 – ومقترح توطين اليهود في فلسطين
2″ – موسى هيس 1862 وفكرة “” القومية اليهودية الحديثة ” في كتابه روما والقدس والمسمى سابقا ب ” حياة إسرائيل “
3 “” – لورانس أوليفانت – ،ودعوته للتوطين اليهودي في فلسطين بكتابه ” أرض الميعاد 1880 “
4″ – البارون روتشيلد ونظرية الإحتلال لفلسطين 1883
5″ – آحاد.هعام ومقالاته المعنونة ” دعوة عاجلة إلى يهود العالم لإحتلال فلسطين 1889

10 – التكاتف اليهودي وبدء مرحلة بلورة المنظمات اليهودية ومنها على سبيل المثال :
ا – الأليانس – الإتحاد الإسرائيلي العالمي 1860
ب – جمعية رعاية الإستيطان اليهودي التي كانت معروفة باسم ” حركة رجال المال بزعامة روتشيلد وموسى مونتفيوري – 1860
ج – جماعة فرسان الهيكل اليهودية المسيحية 1860
د – منظمة محبة صهيون في روسيا القيصرية 1884 واعتبر إجتماعها الأول يوم ميلاد الصهيونية العالمية
ه – جمعية مساعدة الصناع والمزارعين اليهود في سوريا وفلسطين
و – ….
– جميع الجمعيات والمنظمات التي بلورت كانت تهدف للدعم المالي والمعنوي لليهود

..– المؤتمر الصهيوني الأول كان المؤتمر الافتتاحي للمنظمة الصهيونية، عقد بزعامة تيودور هرتزل في مدينة بازل بسويسرا يوم 29 أغسطس 1897.

11 – بالتالي التطبيق العملي الرسمي للفكر اليهودي كان من خلال “” المؤتمر التأسيسي الأول للمنظمة الصهيونية العالمية في بأول – سويسرا 29 – 8 – 189 – برئاسة تيودور هرتزل وكان الهدف منه “”ربط يهود العالم في برلمان موحد .لتكون المنظمة الصهيونية العالمية بمثابة إطار عام جامع للحركة الصهيونية وخدمة مصالحها “” كما ورد في كتاب هرتزل “” الدولة اليهودية “”
وقامت فكرة هرتزل على أسس ثلاثة :
ا -ط الشعب اليهودي شعب واحد لا يمكن إدماجه بالشعوب الأخرى
ب – شرح ابعاد مأساة اليهود عالميا ومعاداة السامية .
ج.- مناقشة مأساة الحكومات الأوروبية الواقعة بين تأثيرين ” تأثير شعوبها الكارهة لليهود وتأثير النفوذ المالي اليهودي العالمي
د – تأسيس لجنة عمل للتحرك
ه – إنشاء مصرف يهودي لدعم الفكرة ماليا

السؤال الرابع
يعتبر هذا المؤتمر نقطة تحول هامة في تاريخ الحركة الصهيونية وذلك يعود إلى هرتسل في تجميع التيارات الصهيونية المتفرقة في إطار تنظيمي .
ماهي خطة التحرك اليهودي على ضوء قرارات المؤتمر الصهيوني ؟!

،12. الاجابة – بدايات خطة التحرك اليهودي على ضوء قرار المؤتمر الصهيوني الأول تمثلت ب :
ا – ضمان الدعم السياسي والمالي من القوى العظمى

ب – تشجيع الهجرة ليهود الشتات إلى فلسطين .

ج – تنظيم التجمعات اليهودية المهاجرة إلى فلسطين وإعدادها
للمرحلة القادمة من الصراع ” الفلسطيني اليهودي “

د – ضمان وصول السلاح وضمان تهيئة المدربين المهاجرين
– ونشير هنا إلى أن أول من ساهم بإدخال السلاح والتدريب هو “” اليهودي الروسي فلاديمير جابوتنسكي

ه – أولى خطوات التحرك لضمان الهجرات كانت مع السلطان عبد الحميد الثاني بطلب قطعة أرض من فلسطين مقابل مبالغ طائلة وهو ما أدى لتحرك اليهود لعزل السلطان عبد الحميد عن طريق”” يهود الدونمة بتركيا
بالتنسيق مع حزب تركيا الفتاة واستقطاب قادة الجيش .

– نشير هنا ولئلا يبقى عالمنا في الوهم الروسي الصيني أن الخبير الاقتصادي الصيني “” هونغبنيغ – بمؤلفه حرب العملات “” أشار لنقطة هامة مغيبة وهي “” أن ملكية الصينى لأكبر احتياطي من العملات الأجنبية التي تصل إلى الف مليار دولار أمريكي “” فإنه يكفي الاثرياء الأجانب المتأمرين ليلة واحدة فقط لتدمير إقتصاد الصين من خلال سحب إستثماراتهم من البورصة وسوق العقارات لتحقيق أرباح خيالية مع التسبب بخسائرفادحة للاقتصاد الصيني لا يمكن تجاوزها بسهولة.

السؤال الثاني عشر
ماذا عن النظام المصرفي المركزي الأمريكي والاحتياطي الفيدرالي وأهميتهما في رسم السياسات المالية الاستراتيجية والتي قام بصياغتها اليهود آنذاك ؟!

الإجابة – نظام الاحتياطي الفيدرالي
هو النظام المصرفي المركزي للولايات المتحدة والذي اسس بموجب قانون الاحتياط الفيدرالي .حيث جاء بشكل رئيسي بعد سلسلة من الازمات المالية وخاصة تلك التي وقعت عام 1907 ردا على حالة الذعر الشديد في غياب السيولة النقدية البنكية ومن هنا جاءت اهمية البنك الاحتياطي الفيدرالي

– كما نشير لنقطة هامة تتعلق بالبنك المركزي الأمريكي الذي أنشأه “” قانون الإحتياطي الفيدرالي لعام 1943 وخالف الكونغرس الأمريكي مقترح الرئيس الأميركي “” وودر ويلسون “” الذي أراد أن يكون للبنك المركزي “” مجلس مركزي “” خلاف مقترح الكونغرس بأن يكون للبنك المركزي الفيدرالي الأمريكي 12 مصرف خ لتمثيل أمريكا المتنوعة وباتت إدارة البنك عند تعيين رئيس له تحتاج لموافقة الكونغرس مع تقديم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية تقرير دوري للكونغرس عن إجراءات البنك الإحتياطي .
– نظام الاحتياط الفيدرالي المقترح رسم “” الإستراتيجية الصياغية المالية اليهودية ” التي كان مبلورها “” امشيل ماير باور – روتشيليد –
مؤسس العائلة – الذي رسم الإستراتيجية التي صاغها اليهود القائمة على “” أن من يسيطر على عملة الولايات المتحدة التي تسيطر على الإقتصاد العالمي هو من يسيطر على النظام المالي للدولة وهو الذي يحدد سعر صرفها ويملك حق طباعتها وهو بنك نيويورك الذي يمثله البنك المركزي في نظام الإحتياط الفيدرالي الأمريكي والذي أصبح غير
خاضع لأي رقابة من الكونغرس ولا سلطة لأي مؤسسة اخرى عليه وتدور الولايات المتحدة كلها في فلكة ويخضع ساستها ومؤسساتها لسياساته
لأن نظام الإحتياطي الفيدرالي المبلور وفق المقترح الروتشيلدي نظام قسمت فيه الولايات المتحدة الأمريكية إلى دوائر جغرافية في كل منها بنك مركزي يسمى “” بنك الإحتياط المركزي “” الذي هو بمثابة شركة مساهمة تساهم فيها البنوك المحلية الموجودة في دائرته ويحتفظ بإحتياط المال المملوك للبنوك التابعة . ويرأس بنوك الإمتياز الفيدرالي كلها هيئة عليا مشرفة في واشنطن . ووفق الصياغة القانونية لهذا النظام المالي الذي وضعه “” السياسي المصرفي الألماني اليهودي المهاجر لأمريكيا بول واربورج 1868ّ- 1932 ” لهذا النظام المالي . بحيث باتت البنوك الإحتياطية الممولة لنظام الإحتياطي الفي درالي الأمريكي وفق دراسة ويليام بليز والدكتور جاك آتالي في كتابه اليهود والعالم والمال وجميعها تشير إلى أن نظام البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي غير خاضع لأي رقابة حكومية وتدور الولايات المتحدة في فلكه لأنه نتاج بنوك محلية ملكيتها الغالبية لليهود وتعتبر ممولة للبنك المركزي الأمريكي بحيث بات من يرأس نظام الاحتياط الفيدرالي اليهودي”” آلان خبزينسان – الذي إعتلى سدته من هيئة يهودية أخرى هي “” بنك كوهين لويب بنيويورك وينك تشير ماينهايتن الذي تكون من إندماج بنك مورجان وديفيد روكفلر والذي اصبح للسياسات المصرفية…..

– ونشير هنا إلى مقولة الرئيس الأمريكي السابق إبراهام لينكولن القائلة :
ّ – أنه يواجه عدوين وليس عدوا واحدا .
– العدو الأول في قوات الجنوب ..
– أما الثاني الأشد خطورة فهو أصحاب البنوك اللذين يقفون خلف ظهره على أهبة الإستعداد لطعنه في مقتل .
– وفعلا قتل الرئيس ابراهام لينكولن 1841 بطلق ناري في رقبته
– كما نشير إلى مقتل الرئيس الأمريكي ” وليام هنري هيرسون 1841 بعد شهر واحد من توليه الرئاسة ولمواقفه المناهضة لتفلغل أوساط المال والبنوك في الإقتصاد الأمريكي .
– وقتل أيضا الرئيس زيتشاري تايلور وبعد عام واحد من توليه الرئاسة
– كما قتل الرئيس جيمس جارفليد
– وايضا قتل الرئيس “” أندرو جاكسون 1845ّ- 1887 الذي استخدم مرتين الفيتو
ضد إنشاء البنك المركزي الأمريكي
والذي أوصى أن يكتب على قبره العبارة التالية :
– لقد نجحت في قتل لوردات المصارف .

وبهذه المقولة التي قالها الرئيس الأمريكي السابق ابراهام لينكولن أنه يواجه عدوين وليس عدو واحد نختتم حوارنا مع المفكر الدكتور أحمد عثمان استاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية
وزير العدل

أجرت الحوار
الإعلامية الدكتورة
اسماء لاشين
16/مارس/2024

الهيئة العامة للاعلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى