السيرة العطرة .. للنبى محمد صلى الله عليه وسلم الإسراء والمعراج والهجرة

السيرة العطرة .. للنبى محمد صلى الله عليه وسلم الإسراء والمعراج والهجرة
حماده مبارك
معجزة الإسراء والمعراج من أشهر المعجزات التي حدثت مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أكرم الله تعالى نبيه في تلك الليلة بعد عام الحزن وبعد الأذى الشديد الذي لاقاه الرسول من المشركين، والتي يُرجح أنها كانت في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب في العام العاشر من البعثة النبوية، أسرى الله تعالى بنبيه من مكة المكرمة إلى بيت المقدس راكبًا على دابة تسمى البُراق بصحبة جبريل عليه السلام ،ثم أُعرج به إلى السماء السابعة وبعدها رُفِع إلى سدرة المنتهى وإلى البيت المعمور.
الأذى والتعذيب الذي تعرض له الصحابة، ظل الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الناس في مكة سرًا وجهرًا، وكان الرسول يقيم في مكة في حماية عمه أبي طالب، لكن الصحابة تعرضوا للتعذيب والاضطهاد الشديد من قبل قريش، ورغم كل العذاب الذي تعرضوا له ظلوا صابرين ثابتين على دينهم أمثال بلال بن رباح و الزبير بن العوام وعمار بن ياسر وأمه سمية رضي الله عنهم جميعًا.
الهجرة إلى الحبشة
الهجرة الأولى إلى الحبشة
هاجر بعض المسلمين من مكة إلى بلاد الحبشة بعد التعذيب الذي تعرضوا له من قبل قريش في مكة، باقتراح من الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة الخامسة من البعثة، لأن فيها ملك عادل لا يقبل الظلم على أحد، وكان عدد المهاجرين فيها عشرة رجال وأربع نسوة.
الهجرة الثانية إلى الحبشة
اقترح الرسول صلى الله عليه وسلم على المؤمنين الهجرة مجددًا إلى الحبشة، بعد اشتداد العذاب على المسلمين من قريش، فهاجر حينها من الرجال ثلاثة وثمانون رجلاً، وثماني عشرة أو تسع عشرة امرأة.
نتائج الهجرة إلى الحبشة
من أبرز نتائج هجرة المسلمين إلى الحبشة كانت نشر الدين الإسلامي في مكان خارج مكة، كما ساعدتهم على المحافظة على دينهم والتمسك به أكثر والابتعاد عن الظلم الذي كانوا يعانون منه في مكة.
أسباب الهجرة إلى الحبشة
بذلت قريش كل الجهود لإيقاف انتشار الدعوة المحمدية، وبسبب استمرار الرسول والصحابة رضوان الله عليهم في نشر الإسلام، بدأت قريش بتعذيب المسلمين أشد العذاب لكن جاء الإذن الإلهي بهجرتهم من مكة، بهدف الحفاظ على دينهم وعلى الدعوة من الضياع.
الهجرة إلى المدينة المنورة
قرر الرسول صلى الله عليه وسلم الهجرة من مكة إلى المدينة المنورة برفقة أبي بكر الصديق، واختار النبي طريقًا معاكسة لكي لا يعثر عليه المشركون ونزل في غار ثور، وفي نفس الوقت خرج المشركون للبحث عن الرسول ووصلوا إلى الغار فقامت العنكبوت بنسج خيوطها على واجهة الغار بأمرٍ من الله، وبذلك لم يتمكن المشركين من العثور على الرسول، ووصل الرسول وأبو بكر إلى المدينة في 12 من ربيع الأول من السنة الأولى للهجرة.
بناء المساجد في المدينة المنورة
مسجد قباء
بعد هجرة الرسول إلى المدينة أمر ببناء مسجد قباء وشارك الرسول في بنائه، ويعد أول مسجد بُني في الإسلام، وقد بُني مسجد قباء على الأرض التي استقرت فيها ناقة النبي صلى الله عليه وسلم عند وصوله إلى المدينة، قادمًا من مكة.
المسجد النبوي الشريف
المسجد النبوي ثاني مسجد بني في الإسلام، وهو المسجد الذي بناه الرسول محمد مع أصحابه في المدينة المنورة بعد هجرته إلى المدينة بعد بناء مسجد قباء.
مجتمع المدينة المنورة
كانت المدينة قبيل هجرة المسلمين إليها تضم العديد من الفئات وهم: قبائل الأوس والخزرج ولقبوا بـ الأنصار (بعد الهجرة)، حيث نصروا الرسول وأصحابه من المهاجرين، كما ضمت المدينة قبائل اليهود (بنو قريظة – بنو قينقاع – بنو النضير – غيرهم)، وبذلك ضم مجتمع المدينة المنورة في السيرة النبوية بعد الهجرة المسلمين (الأنصار والمهاجرين) واليهود.
قيادة المجتمع المسلم في المدينة المنورة
تميزت قيادة النبي صلى الله عليه وسلم للمجتمع المسلم بالحكمة والدقة، كما حرص على تطبيق مبدأ الشورى مع الصحابة في مختلف المواقف، كما عُرف الرسول بأخلاقه الرفيعة وحسن تعامله مع الناس، وظهرت مهارات الرسول في القيادة أثناء وجوده في المدينة، حيث عمل على المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار والتقريب بينهم وتعليمهم أخلاق وشرائع الإسلام، والمحافظة على حقوق اليهود عبر وثيقة المدينة.
المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
قام الرسول صلى الله عليه وسلم بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار بعد هجرته إلى المدينة، حيث قدم الأنصار السكن والطعام للمهاجرين وشاركوا معهم أموالهم من أجل مساعدتهم بعد الهجرة، فآخى الرسول بين أبي بكر وعمر، وبين عثمان وعبد الرحمن بن عوف، وبين عبيدة بن الحارث و بلال، وبين علي ونفسه صلى الله عليه وسلم وغيرهم، وكان القصد منها تأسيس نظام اجتماعي يلغي الفوارق بين أفراد المجتمع واستبدالها بروابط جديدة تغير طريقة حياة المسلمين.
وثيقة المدينة المنورة
كتب الرسول صلى الله عليه وسلم قبل معركة بدر الكبرى، وثيقة بين المهاجرين والأنصار وبين اليهود، شملت الاتفاقية على العديد من البنود والتي تحفظ حقوق وواجبات الجميع بهدف تنظيم العلاقة فيما بين سكان المدينة.