منوعات

الشرارة التي قد تُسقط أحجار الشطرنج الدولية

الشرارة التي قد تُسقط أحجار الشطرنج الدولية

الشرارة التي قد تُسقط أحجار الشطرنج الدولية

 

كتبت | هويده عبد العزيز – مصر

ما بين ضجيج مضيق تايوان وصمت جبال كشمير، وبينما يترقب العالم، بعين قلقة، التوتر المتصاعد بين الصين وتايوان، انفجر بركان أشد خطرًا وأسرع اشتعالًا بين الهند وباكستان.

 

بركان يفتح بابًا جديدًا للفوضى في نظام عالمي لم يلتقط أنفاسه بعد؛ لامن صدمة حرب أوكرانيا، ولا من مأساة غزة، ولا حتى من الارتجاجات السياسية والاقتصادية التي عصفت بالشرق الأوسط منذ ثورات الربيع العربي، مرورًا بجائحة كورونا، وصولًا إلى زلازل التطبيع وتبدّل خرائط التحالفات الجيوسياسية.

 

الحرب بين نيودلهي وإسلام آباد ليست مجرد جولة عسكرية جديدة في نزاع كشمير الدامي، بل أزمة شاملة تنذر بإعادة تشكيل ميزان الردع في آسيا، وإعادة ترتيب الأوراق على رقعة الشطرنج الدولية.

 

رغم أن الاشتباك بدأ في سفوح الهيمالايا، إلا أن ارتداداته تهزُّ شواطئ الخليج وتهدد استقرار طهران ودمشق وبغداد، بل تُعيد طرح الأسئلة الكبرى حول مصير المنطقة العربية في المعادلات المقبلة.

 

بداية الأزمة:

 

في الثاني والعشرين من أبريل الماضي، وقعت مجزرة مروّعة في منطقة باهالغام الكشميرية، حيث قُتل 26 سائحًا هنديًا، معظمهم من الهندوس.

 

وجهت نيودلهي أصابع الاتهام مباشرة إلى “جبهة المقاومة” المدعومة، حسب زعمها، من باكستان. وقد نفت ” إسلام آباد ” الاتهامات بشدة، مطالبة بتحقيق دولي مستقل، لكن الهند قررت الرد بعملية عسكرية استباقية واسعة، حملت اسم “سيندور” التي بدأت فجر

 

 السابع من مايو\ أيار، حيث شنت الهند ضربات جوية مكثفة على تسعة مواقع في كشمير الباكستانية، باستخدام طائرات رافال وطائرات كاميكازي بدون طيار، وقالت إنها استهدفت معسكرات تابعة لـ”جيش محمد” و”لشكر طيبة”، وأسفرت الضربات، حسب الرواية الهندية، عن مقتل أكثر من 70 عنصرًا مسلحًا.

 

لم تنتظر باكستان طويلاً !

 

في اليوم التالي، أعلنت إسقاط 25 طائرة مسيّرة إسرائيلية الصنع أطلقتها الهند، وقالت إن إحداها استهدفت منشأة عسكرية قرب مدينة لاهور.

 

وسرعان ما ردّت إسلام آباد بهجمات عبر مسيّرات وصواريخ استهدفت مدنًا هندية مثل جامو وأمريتسار، لكن الهند أعلنت اعتراض معظم الهجمات باستخدام المنظومة الروسية إس400.

 

  ما بدأ بضربات محدودة تطوّر سريعًا إلى حرب مسيّرات وصواريخ مفتوحة، تسببت في سقوط قتلى من المدنيين والعسكريين على الجانبين.

 

المشهد بات مرعبًا للعالم أجمع مع اشتعال حدود كشمير، اشتباك متبادل، وتصعيد قد يفلت من عقاله في أي لحظة.

 

ومع استمرار التصعيد في أيار/مايو 2025، و تذوق باكستان نشوة تحطيم الغرور الهندي والتفوق الاستراتيجي واسقاط عدد من مقاتلاتها، تقترب آسيا من شفا هاوية حرب نووية محتملة.

 

فالخطر اليوم لا يكمن فقط في الصراع المسلح بين خصمين تقليديين، بل في كون كلٍّ منهما قوة نووية معلنة. وأي خطأ في الحسابات قد يُشعل أول مواجهة نووية منذ الحرب العالمية الثانية،

 

إن لم يتم العثور على آلية دبلوماسية فعّالة لتهدئة الوضع، فإن العالم، لا سيما آسيا، سيكون على حافة هاوية يصعب التنبؤ بتداعياتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى