الشرق الأوسط على حافة الهاوية: إدانة عالمية لإسرائيل.. ومبادرات سلام تبحث عن ضمير!
الشرق الأوسط على حافة الهاوية: إدانة عالمية لإسرائيل.. ومبادرات سلام تبحث عن ضمير!

الشرق الأوسط على حافة الهاوية: إدانة عالمية لإسرائيل.. ومبادرات سلام تبحث عن ضمير!
وسط تصاعد وتيرة العنف في غزة، تتحول المنطقة إلى ساحة صراعٍ ليست بين الفلسطينيين والإسرائيليين فحسب، بل بين ضمير الإنسانية وصمت النظام العالمي، تصريحات قاسية من قادة دوليين، وتحذيرات أممية من “تهجير ممنهج”، ومبادرات سلام تُحاصرها شكوك… فهل تنهار آخر محاولات الاستقرار تحت وطأة “دولة ارهاب” كما وصفها “أردوغان” أم أن العالم سيُفيق قبل فوات الأوان؟.
•أردوغان يُفجِّر القنبلة: “إسرائيل دولة إرهاب.. وإبادة جماعية في غزة
في هجومٍ غير مسبوق، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل بـ”دولة إرهاب” خلال منتدى أنطاليا الدبلوماسي، مُتهمًا إياها بـ “دوس القانون الدولي” وارتكاب “إبادة جماعية” في غزة، وأضاف: لا يُبنى مستقبل مزدهر على ظلم.. والوقوف في وجه إسرائيل واجب إنساني!”، وتصريحاته جاءت بالتزامن مع تقارير أممية تؤكد أن 67% من غزة تحت أوامر تهجير إسرائيلية، ما يثير مخاوف من “نقل سكاني قسري”.
•الأمم المتحدة تحذِّر: “غزة تُهجَّر.. والنظام العالمي فاشل
بدوره، أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية “تُهدد بتهجير دائم”، مشيرًا إلى أن أكثر من “ثلثي القطاع” إما تحت أوامر تهجير أو مناطق محظورة. وأضاف: غياب المحاسبة الدولية يُشجِّع إسرائيل على الاستمرار، في إشارة إلى عجز المجتمع الدولي عن تطبيق القانون.
•قطر تُهدد: التجويع جريمة.. والمحاسبة آتية!
انضم رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إلى الهجوم الدولي، واصفًا تجويع غزة بـ”جريمة ضد الإنسانية”، ومحذرًا من أن “غياب العدالة يهدد استقرار العالم”، وشدد على ضرورة تحرك دولي عاجل لوقف “المسار الخطير”، مُعتبرًا أن استخدام المساعدات كسلاح يُكرس انهيار النظام الأخلاقي العالمي.
•المبعوث الأمريكي يُشعل الجدل: حماس تواجه الجحيم الذي وعد به ترامب!
في تصريحٍ مثير، قال المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن: حماس تواجه الجحيم الذي تحدث عنه ترامب، ما فُسِّرَ على نطاق واسع باعترافٍ غير مباشر بدور واشنطن في دعم العمليات الإسرائيلية، والناشطون اعتبروا التصريح “دليلًا دامغًا”على تواطؤ أمريكي في “التجويع والقتل الممنهج” بحق الغزيين.
•إسرائيل ترد: الاتهامات مُبالغ فيها.. ونحمي حقنا في الدفاع عن النفس!
في ردٍّ مُتأخر على التصريحات الدولية، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتهامات بـ”الإبادة الجماعية” ووصفها بأنها “أكاذيب تروجها دول تدعم الإرهاب”، مؤكدًا في بيانٍ صحفي أن إسرائيل تُدافع عن أمنها ضد هجمات حماس، وأضاف متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: أوامر الإخلاء تهدف لحماية المدنيين.. ومن يرفضونها يتحملون المسؤولية!، بينما تجاهلت الحكومة الإسرائيلية تقارير الأمم المتحدة عن التهجير الممنهج، مُعتبرةً إياها “تحيزًا سياسيًا.
•مصر تراهن على واشنطن: مقترح جديد لوقف إطلاق النار.. فهل ينقذ ما تبقى؟
في محاولةٍ أخيرة لإنقاذ غزة من الانهيار، طرحت مصر مبادرةً جديدة لوقف إطلاق النار، تعتمد على التواصل المباشر مع واشنطن، وليس مع نتنياهو، وفق مصادر دبلوماسية،
والمبادرة المصرية المُعدلة، وفقًا لمصدر دبلوماسي مُطلع، تهدف إلى “تقريب السقوف بين إسرائيل وحماس” بعد جولات مكوكية مع الأطراف، وتقترح:
أولًا: وقف إطلاق النار لمدة 50 يومًا كمرحلة أولى، مع فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية،
ثانيًا: إطلاق سراح 8 رهائن إسرائيليين أحياء كمقدمة لبناء الثقة، على أن تُتبع بمراحل تبادل أخرى تستهدف نصف الأسرى الباقين من اجمالي الاسرى الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، ثالثًا: بدء مفاوضات غير مباشرة برعاية أممية لإنهاء الحصار ووقف التصعيد الدائم.
والهدف من هذه الخطوات، بحسب المصدر المصري، هو اختبار نوايا الطرفين في بيئة معقدة، خاصةً مع إصرار حماس على ربط التهدئة بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين كبار، وإصرار إسرائيل على عدم التفاوض إلا بعد استعادة “نصف الرهائن على الأقل”.
ولكن نتنياهو رفض المبادرة واصفًا إياها بـ”استسلام للإرهاب”، في إشارة إلى ضغوط اليمين المتطرف داخل حكومته الذي يرفض أي تنازلات، ومن جهتها، تعتمد القاهرة على التفاوض المباشر مع واشنطن، التي تُبدي تفهمًا للمقترح دون ضمانات داعمة، والإعلام الإسرائيلي كشف أن نتنياهو يرفضها ويطالب بزيادة عدد الأسرى المُطلق سراحهم، ما يُعمق الشكوك حول جدية إسرائيل بالسلام.
وختامًا : إن الشرق الأوسط يُدفع إلى حافة الهاوية.. قادة العالم يُلقون باللوم على بعضهم، وغزة تدفع الثمن!، والسؤال الذي يُطارد الضمير الدولي: هل ستبقى “المحاسبة” مجرد كلمة تُردد في الخطب، أم أن صرخات أردوغان والأمم المتحدة وقطر ستُوقظ النظام العالمي من سُباته؟، التاريخ لا يرحم.. والأكيد أن دماء الغزيين ستظل وصمة عار على جبين كل من صمت!.
وفي النهاية : الملف لا يزال شائكًا.. فبينما تُحاول مصر كسر الحلقة المفرغة للعنف، تظل إسرائيل وحماس أسيرتين لشروطٍ قد تُحوّل السلام من أملٍ إلى سراب!.