مقالات

*الصديق الصالح* بقلم : العارف بالله طلعت

*الصديق الصالح*

بقلم : العارف بالله طلعت

 

تعد الصداقة مرتبة من أسمى مراتب العلاقات الإنسانية بين الأشخاص فهي تمثل الحب والثقة والصداقة هي علاقة اجتماعية تربط بين شخصين أو أكثر مبنية على الصدق والوفاء والصداقة الحقيقية لا تقدر بثمن وهي رزق من الله تعالى

فالصديق هو الذي نلجأ إليه عند شعورنا بالحزن والضعف وهو البلسم الذي يشفي الجروح والصداقة مشاركة في السراء والضراء وبذل دائم وعطاء فالصديق الحق هو الذي يكون بجوار صديقه وقت الشدة ولا يتخلى عنه حين يحتاج إليه

ومن علامات إخلاص الصديق لصديقه أنه يخلص له النصح ويرشده دائما إلى ما ينفعه ويفيده في الدنيا والآخرة فاحرص على الصديق المخلص الوفي لتسعد بصحبته ويسعد بصحبتك .ويجب علينا أن نحسن اختيار الصديق لأن الصديق عنوان صديقه

فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الشريف: “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل” أي على الإنسان أن ينتقي ويختار من يتخذه خليلا أي صديقًا فمن كان ينفعكم لدينِكم فعليكم بمصادقته ومن لا ينفعكم في دينِكم بل يضركم فابتعدوا عنه أي لا تصادقوه

فالإنسان يهلك من طريق الأصدقاء الأشرار. ولابد أن نختار الصديق الصالح التقي المتأدب بآداب الإسلام المحافظ على شعائر الله أما إذا لم نحسن اختيار الصديق وصادقنا من لا يخاف الله ولا يلتزم بشريعته فإن هذه الصداقة تنقلب عداوة يوم القيامة قال تعالى: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)

أن الصديق الصالح هو من تطمئن بجانبه وتأمن له عندما يكون خلفك لأنه سيحميك ولا يغدر بك بل إنه سينصحك بالنصائح السليمة التي تنقذك عندما تسلك طريقاً خاطئا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة”.

ويجب اختيار الصديق بكل حذر للتأكد من صلاحه ليكون هو الإنسان المقرب ما أجمل الصداقة وما أحسن الحياة مع الأصدقاء وما أتعس الحياة بلا صداقة صادقة. فالصديق الحق هو الذي يكون بجوار صديقه في وقت الشدة ولا يتخلى عنه حين يحتاج إليه. ولا يصلح كل إنسان ليكون صديقا

فالصديق الصالح هو من الذى ينصحك ويأخذ بيدك ابتعاداً عن أي فكرة قد تغضب الله تعالى وتكسبك الآثام. ويجب أن يكون الصديق مخلصاً في المودة والنصح للصديق في الخطأ والزلة وإرشاده إلى محاسن الشيم وانتشاله من رديء العادات

ومعرفة حق الصداقة معه في حال كان معسرا أو فقيرا ومساعدته ومعاونته على الخروج من أزمات الأمور ومواساته وتعزيته في أشجانه وأحزانه وذكر محاسنه ونشر فضائله والمحافظة على أسراره. وإذا أسعدك الله بوجود صديق حقيقي لك فحافظ عليه.

ويجب علينا أن نحسن اختيار الصديق لأن الصديق مرآة لصديقه فيجب علينا اختيار الصديق المتأدب بالأخلاق والملتزم بالسلوك الحسن والجميل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى