الصناعة الصينية الخضراء تساعد العالم في تحويل الطاقة العالمية

الصناعة الصينية الخضراء تساعد العالم في تحويل الطاقة العالمية

بقلم ….نور يانغ اعلامي صيني

وفقًا لتقرير السوق السنوي لـ”الطاقة المتجددة في عام 2023″ الصادر مؤخراً من وكالة الطاقة الدولية، فإن العالم يسارع إلى تحول الطاقة النظيفة، وفي عام 2023 ترتفع سعة محركات مركّبة جديدة للطاقة المتجددة الجديدة بنسبة 50٪ مقارنة بالعام السابق، لتصل إلى 510 مليون كيلووات. والصين باعتبارها قائدًا في مجال الطاقة المتجددة في العالم، تزيد سعة محركات مركّبة جديدة لطاقة الرياح في عام 2023 بنسبة 66٪ مقارنة بالعام السابق، وتساوي سعة محركات مركّبة جديدة للطاقة الكهروضوئية الشمسية إجمالي سعتها العالمية في عام 2022، لذلك علّق التقرير وفق هذه المعلومات على أن الصين تلعب دورًا حيويًا في تحقيق هدف “زيادة الطاقة المتجددة بضعفين” في العالم.

في السنوات الأخيرة أعطت الصين الأولوية، لتحول الطاقة الخضراء والكربون المنخفض، وعززت بقوة التطور السريع للطاقة المتجددة، مما حقق اللحاق ببعض البلدان المتقدمة في مجالات الطاقة المتجددة بل وتجاوزها في فترة زمنية قصيرة. تستفيد الصين من مزايا سوقها الضخمة الخاصة بها لتعزيز الابتكار التكنولوجي بشكل مستمر، وأطلقت الشركات الصينية العديد من التقنيات المركزية في الطاقة الكهروضوئية الشمسية والرياح أو تستثمر لأول مرة في الاستخدام على نطاق واسع.

واليوم، يحتل حجم تطوير واستخدام الطاقة النظيفة في الصين المرتبة الأولى في العالم، حيث تتمتع كل من المجالات العليا والمتوسطة والدنيا للسلسلة الصناعية بمزايا كبيرة، وشهدت نتائج فعالة في تحول الطاقة، كما تحافظ الصين على المرتبة الأولى في العالم في العديد من المؤشرات المهمة مثل الكهروضوئية وبطاريات الليثيوم وحجم المحركات المركّبة للطاقة النووية، حيث بنت أكبر نظام لتوليد الطاقة النظيفة في العالم.

مع التسارع المستمر لعملية الكربون المنخفض للطاقة النظيفة، أنشأت الصين أيضًا عددًا من شركات التصنيع لمعدات الطاقة ذات المستوى العالمي، والتي تشارك بنشاط في المزيد من التعاون الدولي، منها مشاريع الطاقة الكهرومائية في لاوس ومشاريع طاقة الرياح في كازاخستان ومحطة الطاقة الحرارية الأرضية في كينيا ومحطات الطاقة الكهروضوئية الشمسية في السعودية والدنمارك والأرجنتين وغيرها، وانتشرت منتجات الطاقة النظيفة في الصين في أكثر من 200 دولة ومنطقة في جميع أنحاء العالم، مما صبّ قوة دافعية مهمة في ترقية وتطوير صناعة الطاقة المحلية.

وبالإضافة إلى ذلك، تلتزم الصين بالتحديث والابتكار لتكنولوجيا الطاقة النظيفة، والتي قللت بشكل كبير من تكاليفها، مما ساعد على تضييق فجوة التطوير في مناطق مختلفة من العالم وتعزيز الاستفادة العامة العالمية للطاقة المتجددة، فتساعد التكنولوجيا الصينية والهندسة الصينية العديد من البلدان النامية في الحصول على طاقة نظيفة وموثوقة وبأسعار معقولة. أشار تقرير “إحصائيات القدرة على توليد الطاقة المتجددة 2024” الصادر من وكالة الطاقة المتجددة الدولية، إلى أنه في العقد الماضي، انخفض متوسط تكلفة توليد طاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية في العالم بأكثر من 60٪ و80٪، وقد لعبت جهود الصين دورًا مهمًا في ذلك.

يعد تغير المناخ تحديًا عالميًا، ويعتبر تطوير صناعات الطاقة الجديدة وتحقيق التحول الأخضر المنخفض الكربون رغبة مشتركة لجميع الدول. قد ذكر “إجماع الإمارات” الذي توصل إليه في المؤتمر الـ28 (COP28) المنعقد في نهاية عام 2023، أنه يسعى لزيادة قدرة توليد الطاقة المتجددة العالمية إلى ثلاثة أضعاف من عام 2023 إلى عام 2030،

ويتطلب تحقيق هذا الهدف التعاون المشترك والجهود التي تبذلها البلدان في جميع أنحاء العالم. وتأمل الصين في الاعتماد على ابتكارها التكنولوجي ونظام سلسلة الإنتاج الكاملة والمنافسة الوافرة في السوق لتحقيق التطوير السريع لصناعة الطاقة الجديدة، وإجراء التعاون الدولي على نطاق واسع بموقف منفتح، مما يجلب المزيد من الفرص الخضراء إلى جميع البلدان، وتقديم إسهامات أكبر في تطوير الطاقة النظيفة العالمية.